أفلام الحافظة الزرقاء للكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق
لست ناقدًا سينمائيًا؛ لكني أعرف جيدًا تلك الأفلام التي هزّتني أو أبكتني أو أضحكتني أو جعلتني أفكّر طويلاً... أعرفها وأحتفظ بها جميعًا في الحافظة الزرقاء العتيقة التي تمزّقت أطرافها، وسوف أدعوك لتشاهدها معي لكنها أثمن من أن أقرضها! معظم هذه الأفلام قديم مجهول أو لا يُعرض الآن، لكنها تجارب
.ساحرة يكره المرء ألا يعرفها من يحب
.ساحرة يكره المرء ألا يعرفها من يحب
List activity
678 views
• 9 this weekCreate a new list
List your movie, TV & celebrity picks.
31 titles
- DirectorMichael CacoyannisStarsTom CourtenaySam WanamakerColin BlakelyA plane carrying a weapon more dangerous than a nuclear weapon goes down near Greece. To prevent panic, the officials go in dressed as tourists (who are dressed so casually, that the pilots assume that they are all gay). The pilots are not to make themselves known and can't contact the rescue team. The secrecy causes a comedy of errors including the desolate Greek Isle deciding that since tourists have now arrived, they have to become touristy.
- DirectorDavid LeanStarsWilliam HoldenAlec GuinnessJack HawkinsBritish POWs are forced to build a railway bridge across the river Kwai for their Japanese captors in occupied Burma, not knowing that the allied forces are planning a daring commando raid through the jungle to destroy it.الآن نعود إلى الأستاذ العظيم السير ديفيد لين الذي لم يقدّم سوى عدد محدود من الأفلام، لكن كل فيلم منها خالد في تاريخ السينما ويصلح للتدريس في معاهدها في العالم، كما أن لين نفسه واحد من أعمدة هوليوود السبعة الذين تسقط من دونهم، ويكفي أن نذكر بين أفلامه “أوقات عصيبة” و”ابنة رايان” و”ممر إلى الهند” و”لورانس العرب” و”د. زيفاجو”… يؤكد لين القاعدة القديمة التي لا تخيب: أفضل المخرجين على الإطلاق هم من بدأوا حياتهم بالمونتاج؛ المونتاج يتيح لك فهم الإيقاع، ويتيح لك رؤية أخطاء الآخرين في أفلامهم.
في العام 1957 قدم ديفيد لين قطعة من السينما الخالصة، مما يمكن بدقة تسميته “من كلاسيكيات السينما”، ولسوف يرتبط اسم ديفيد لين باسم الفيلم للأبد، يعرف من شاهدوا الفيلم معنى كلامي، على كل حال هو يعرض في التلفزيون كثيرًا، ويمكنك مشاهدته كاملاً على يوتيوب هنا مثلاً:
من الغريب أن لين كان في حالة إفلاس تامة، لدرجة أنه بمجرد توقيع العقد وأخذ الدفعة الأولى، ذهب لطبيب الأسنان وكان بحاجة ماسّة لزيارته!
كان تقدير الجميع هو أن الفيلم سيروق للنقاد جدا، لكنه سوف يفشل جماهيريا مع جوّه المتجهم الحار، وطاقم التمثيل المكون من رجال فقط، وهو ما تبيّن خطؤه. لنفس السبب تم حشر دور أنثوي لا لزوم له وقصة حب مع ممرضة يمر بها أحد الأسرى الفارين..
سيناريو الفيلم الذي كتبه مايكل ويلسون عن كتاب للكاتب الفرنسي بيير بوليه، يحكي عن قصة حقيقية وقعت أيام حرب الملايو.. هذا فيلم ملوّث بالملاريا والدوسنتاريا والبعوض، فيلم عن أسرى الحرب البريطانيين الذين لاقوا الأمرّين في جزر الملايو، عندما وقعوا في أيدي اليابانيين.. لاحظ أن اليابانيين لم يكونوا يؤمنون باتفاقية جنيف، ويعتبرون أسرى الحرب أقلّ شأنًا من الرجال، لو كانوا رجالاً حقًا لفضّلوا الموت على المهانة.
استمع إلى المارش المميز للفيلم الذي بدأ كتابته مؤلف بريطاني، واسم المارش “مارش كولونيل بوجي”، ثم استكمله مالكولم أرنولد، والذي يصوّر مسيرة الأسرى وسط الحر والمستنقعات والعرق، هذا لحن شهير جدًا وصار يستعمل في أي مارش في العالم، ينافسه في ذلك مارش عايدة الشهير:
يعرف المشاهد البريطاني أن الصفارة في بداية اللحن كانوا يغنون عليها: “هتلر له خصية واحدة”، لكن المنتج بالطبع لم يرد أن يضع كلمات كهذه..
ليس كل من تراهم في اللقطات كومبارس بريطانيين.. من أجل خفض النفقات استعان المنتج بمواطنين عاديين من سيلان وعمل لهم ماكياج يجعلهم مثل البريطانيين.
في معسكر الأسرى الموجود في تايلاند، يكلف القائد الياباني كولونيل سايتو أسراه ببناء جسر يصل بين بورما وتايلاند بغرض وصول اليابانيين إلى بورما، وبالطبع يستغل الجنود كل فرصة ممكنة لتخريب ما يعملون، باعتبار هذه فرصة ممتازة للتهريج والوطنية معا.. يوشك القائد الياباني على الجنون.. إن فشله في بناء الجسر معناه -حسب العسكرية اليابانية- أن عليه الانتحار..
هنا يأتي الكولونيل البريطاني نيكولسون.. يقوم بالدور أليك جنيس.. الممثل البريطاني العظيم الذي يذكره الناس دومًا في هذا الدور.. الكولونيل يتحدى القائد الياباني ويصر على أن قوانين جنيف تعفي الضباط من العمل..
شاهد حرب الإرادة بين القائدين الكبيرين:
يهدده القائد بالموت ويمزّق اتفاقية جنيف في وجهه، يصل صراع الإرادتين للذروة عندما يسجنه القائد الياباني في قفص طيلة النهار القائظ والليل البارد كأنه دجاجة، مشهد مغادرة القائد البريطاني للقفص “المدعو بالفرن” مشهد رائع، ويقول أليك جنيس إنه أفضل أداء له في حياته المهنية.
عندما يغادر القائد البريطاني السجن الانفرادي يدرك أن الوضع في منتهى السوء، وأن المهندسين اليابانيين أساءوا اختيار كل شيء.
ينظر للأمر نظرة مختلفة؛ هي أن الجسر يمثل كرامة العسكرية البريطانية، يجب أن يتم إنجازه بدقة وإتقان وبلا مزاح..
تتبدل نظرة الأسرى للكولونيل مع الوقت.. كانوا يعتبرونه بطلا لهم، ثم أدركوا أنه يحمل وسواسا قهريا.. فكرة الجسر مسيطرة عليه إلى درجة الجنون.. الآن يدرك الرجال أن قائدهم متعاون مع العدو إلى أقصى حد.. وكلامه عن العسكرية البريطانية التي يريد تخليدها ليس سوى كلام عن تخليد نفسه.. هذا نموذج للسيناريوهات التي تقلب الموقف وتطور الشخصيات بقوة.. ليس هناك أبطال للأبد.. ليس هناك أبيض ولا أسود، وإنما هناك لون رمادي كما في عالم الواقع.
وفي الوقت ذاته يرسل الحلفاء قوة كوماندوز لتدمير الجسر، معتمدين على معلومات أحد الأسرى الفارين “يلعب دوره ويليام هولدن”. مشهد الذروة هو اقتراب قطار ياباني محمل بالعتاد والرجال كأول تجربة حقيقية للجسر، وهو نفس الوقت الذي يكتشف فيه نيكولسون معدات التفجير ويبلغ بها القائد الياباني.. لقد صار البريطاني والياباني في ذات الخندق..
وبالفعل يموت عدد كبير من الكوماندوز منفذي الهجوم؛ يموت نيكولسون نفسه وهو يردد: ما هذا الذي فعلته؟ ثم يسقط فوق المفجر فينفجر الجسر بالقطار الذي كان فوقه.. لقد تذكر واجبه العسكري في اللحظة الأخيرة..
تم تصوير الفيلم في سيلان لأن الموقع الأصلي للقصة كان فقيرا لا يناسب السينما. ويمكن تخيل حجم الإنفاق على إنتاج كهذا مع بناء قرية أكواخ كاملة للعاملين في الفيلم. أضف لهذا ولع ديفيد لين باللقطات الطويلة جدًا وتصوير اللقطة عشرات المرات.. مع الحر والعرق والثعابين والملاريا. دعك من أزمة السويس التي جعلت نقل أي شيء عبر قناة السويس مستحيلاً.
من النقاط الطريفة أن الجسر الذي أقيم في الفيلم كلف أضعاف الجسر الذي أقيم في الحقيقة “ربع مليون دولار وقتها”. لقطات تدمير الجسر كلفت مبلغًا هائلاً من المال، ثم ضاعت اللقطات في ظروف غامضة.. لاحظ أننا كنا في وقت أزمة السويس وكانت الملاحة الجوية مضطربة.. بمعجزة وجدوا هذه اللقطات في علبة تحت الشمس الحارقة لمطار القاهرة، هكذا تعلم المنتج درسا قاسيا وحرص على أن ينقل الفيلم على خمس طائرات منفصلة.
بجدارة حصد الفيلم حشدا من الجوائز نذكر أهمها: أوسكار أفضل فيلم.. أوسكار أفضل مخرج ديفيد لين.. أوسكار أفضل ممثل أليك جنيس.. أوسكار أفضل سيناريو مايكل ويلسون.. أفضل موسيقى تصويرية مالكولم أرنولد.. أوسكار أفضل سيناريو بيتر تايلور.. أوسكار أفضل تصوير جاك هلديارد. طبعا لن نذكر جوائز الكرة الذهبية وبافتا والمهرجانات. - DirectorCosta-GavrasStarsYves MontandIrene PapasJean-Louis TrintignantThe public murder of a prominent politician and doctor amid a violent demonstration is covered up by military and government officials. A tenacious magistrate is determined not to let them get away with it.
- DirectorJohn CarpenterStarsKurt RussellWilford BrimleyKeith DavidA research team in Antarctica is hunted by a shape-shifting alien that assumes the appearance of its victims.
المخرج الكبير جون كاربنتر يحتلّ بالضبط في عوالم أفلام الرعب نفس موضع ستيفن كينج في عوالم أدب الرعب، بالإضافة لهذا فهو ظاهرة حقيقية: مؤلف وكاتب موسيقى تصويرية ومصوّر بارع.
هذا جعل أي فيلم جديد لكاربنتر عيدا حقيقيا لهواة الرعب، وإن كنت لا تعرف كل أفلامه؛ فدعنا نتذكّر: "كريستين" عن قصة ستيفن كينج المخيفة، و"الضباب" و"هالوين" و"الشيء" و"مصاصو دماء جون كاربنتر" و"أشباح المريخ"، وطبعا "في فم الجنون".
من علامات العباقرة المهمة أن تختلف الأمور بعدهم عمّا كانت من قبلهم، وبالتأكيد لن تظلّ أفلام الرعب كما كانت بعد ما ظهر فيلم "الشيء" عام 1982.
كاربنتر يحتلّ نفس موضع ستيفن كينج في عوالم أدب الرعب
كاربنتر يحتلّ نفس موضع ستيفن كينج في عوالم أدب الرعب
لا أتحدّث بالطبع عن الفيلم الجديد الذي ظهر عام 2011، وهو بالمناسبة مشوّق جدا، هذه من المرات القليلة التي يُعاد فيها تقديم فيلم ناجح فيأتي الفيلم الجديد جيّدا، لكن التحفة السينمائية الحقيقية هي تلك التي قُدّمت عام 1982، والتي تجعلك جالسا على حافة المقعد معظم الوقت.. هذا هو رعب البارانويا كما يجب أن يكون، والأهم أنه يتكلّم عن الخطر الشيوعي الذي كان قائما وقتها ولم يدرِ أحد أنها أيامه الأخيرة.. إن الشيء يرمز لتغلغل الشيوعية في المجتمع الأمريكي، كما فعل فيلم "غزو خاطفي الأجساد" من قبل.. هناك لمسات واضحة تذكّرك بفيلم "الغريب" لريدلي سكوت، أما عن المؤثّرات فهي متقنة جدا برغم أن دهرا يفصلها عن مؤثرات الكمبيوتر المعاصرة.
الفيلم -وهو من بطولة كيرت راسل- إعادة لفيلم قديم اسمه "الشيء القادم من عالم آخر".. يتناوله كاربنتر ليصدم به الجمهور الذي لم يكن قد اعتاد هذا النوع من الرعب، مع ارتفاع معدّلات "القرف" وهي شيء لم يكن شائعا وقتها.. اشْتُهر الفيلم كذلك بعبارة "الإنسان أكثر مكان دافئ تختفي فيه!" في الإعلانات، وهي عبارة مخيفة يعتبرها البعض أفضل عبارة Tagline لفيلم رعب.
شاهد التريللر الخاص بالفيلم هنا
تدور القصة -التي كتب لها السيناريو ابن الممثّل بيرت لانكستر- حول شيء غامض فضائي تجمّد في القطب الجنوبي منذ 16 مليون سنة.. هذه تيمة خالدة في أفلام الرعب، وهناك فيلم مهم لهامر يحكي عن شيء مماثل يُنقل في قطار من منشوريا لكن الحياة تدبّ فيه.
يبدأ الفيلم ببعثة في القطب الجنوبي، وطائرة نرويجية تطارد كلبا من نوع "الماليموت" وتطلق عليه الرصاص.. تحترق الطائرة، ويُدرك الطاقم الأمريكي للبعثة أن معسكر النرويجيين محترق بالكامل، وأن هناك جثث منتحرين وجثة متفحّمة تبدو كأنها ذات رأسين.
شاهد افتتاحية الفيلم هنا
ثم ننتقل لعالم بارد مفعم بالثلوج وخالٍ من الأنثى تماما، في القاعدة الأمريكية التي اختارها القدر.
هذه هي البداية.. ومع الوقت ندرك أن هناك شيئا غامضا دخل القاعدة الأمريكية؛ مثل تقاليد رعب البارانويا هذا الشيء يمكن أن يصير أي واحد في أي لحظة.. أنت تكلّم صديقك ولا تعرف أنه مسخ.
مثلا هو في البداية يتخذ صورة كلب، ثم ينقلب هذا الكلب كجورب في مشهد شنيع، وتخرج منه ممسات في كل اتجاه، ويتطاير منه الدم واللعاب، بينما الكلاب السليمة المذعورة تعوي محاولة الفرار.
شاهد هذا المشهد هنا
إن الخطر يتضاعف، ومع الوقت يُدرك الأمريكيون أبعاد هذا المأزق.. هناك مشهد رعب شهير يُحاولون فيه إفاقة رجل مات حديثا من البعثة الأمريكية؛ فتصير للصدر أسنان تبتر ذراع الطبيب، ثم ينفجر الصدر ويخرج رأس، ويفرّ رأس الجثة على أقدام عديدة كأنه عنكبوت.. في هذا العالم القاسي لا يوجد حل سوى النار من قاذفات اللهب لإنهاء هذه الكوابيس، لكننا سوف ندرك أن النار لا تكفي للقضاء على الشيء.
هذا مشهد لا يمكن أن نصفه بل لا بد أن تراه
إن هذا كله تمّ عمله دون كمبيوتر وبجهد فنان شاب اسمه "روبرت بوتين"، متخصّص في عمل المؤثرات في أفلام جون كاربنتر.. هناك جزء بسيط من المؤثّرات صنعه ساحر المؤثرات الخاصة ستان ونستون.
هناك مشهد آخر شنيع يُذكّرك كثيرا بفيلم Blade Runner؛ حيث يجرى اختبار على الناس لمعرفة إن كانوا من الأندرويد أم لا.. هنا يجري كيرت رسال اختباره على قطرة من دمك، ويلاحظ استجابتك لوضع إبرة في السائل الأحمر.. هذا رعب "أحدنا شيطان" الشهير.
في النهاية يموت كثيرون ويتمّ تدمير القاعدة.
نرى نهاية قاسية فعلا؛ إذ يجلس الناجيان وحيدين يتبادلان نظرات الشك.. نحن نعرف أن أحدهما هو الشيء لكن من؟ الأكثر رعبا أن يكون كلاهما هو الشيء! لا نعرف أبدا، وهي نهاية تذكّرنا بالغموض في نهاية فيلم Blade Runner حيث يحوم السؤال: هل هاريسون فورد هو نفسه أندرويد؟ يرضخ الرجلان لهذا الغموض ويتبادلان جرعة شراب من زجاجة لم تدمّر بعد.
مع الأسف عُرض هذا الفيلم في ذات الوقت الذي عُرض فيه فيلم سبيبلبرج E.T؛ فبدا للناس غريبا و"مقرفا" أكثر من اللازم مقابل الجو الأسري الودود لفيلم E.T، لهذا لم يحقّق ضربة تجارية وقتها، بل الحقيقة أنه قوبل بعاصفة كراهية من عشّاق الخيال العلمي وعشّاق الرعب.. هذا شيء لم يستطع كاربنتر فهمه قط، لكنه ككل الأفلام الجيّدة بدأ يكشف عن محاسنه مع الوقت وصار له أتباع كثيرون، ويرى عدد من النقاد أنه أروع فيلم رعب على الإطلاق. - DirectorRoman PolanskiStarsJack MacGowranRoman PolanskiAlfie BassA noted professor and his dim-witted apprentice fall prey to their inquiring vampires, while on the trail of the ominous damsel in distress.
- DirectorGeorge Roy HillStarsPaul NewmanRobert RedfordKatharine RossIn 1890s Wyoming, Butch Cassidy and The Sundance Kid lead a band of outlaws. When a train robbery goes wrong, they find themselves on the run with a posse hard on their heels. After considering their options, they escape to South America.
من أفلام الغرب الجميلة جدا، والتي صارت ضمن كلاسيات النوع، تجد فيلم "بوتش كاسيدي وفتى صن دانس" أو "فتى رقصة الشمس" كما يترجمها البعض، هذا الفيلم قدمه عام 1969 المخرج جورج روي هيل الذي اشتهر بهذا الفيلم، وأفلام لا بد أنك تعرفها؛ منها "اللدغة The Sting" و"العالم طبقا لجارب The World According to Garp" و"الضربة الساحقة Slap Shot".
كتب قصة الفيلم ويليام جولدمان، وقام ببطولته نجمان شديدا الجاذبية؛ هما روبرت ردفورد، وبول نيومان.
جاذبية جزء كبير من الفيلم تعود لشريط الصوت الرائع، وفيه أغنية شهيرة جدا هي "قطرات المطر ما انفكت تنهمر على رأسي" التي غناها بيلي توماس وحصلت على جائزة الأوسكار.
هذه قصة مما يدعونه "قصص الشُطّار" أو "البيكاريسك"؛ حيث نعايش حياة مجرمين جذابين ظريفين يمارسان حياة مثيرة.. ولعل أقوى نموذج لهذا النوع هو فيلم "بوني وكلايد" الكلاسي الشهير .. لاحظ أن بطولة الفيلم الحالي عرضت على وارين بيتي بطل "بوني وكلايد" لكنه رفضها؛ لتشابه الدورين الشديد.
هناك كذلك نغمة شجن لابد منها في هذه الأفلام، باعتبار هؤلاء الشطار البارعين يحاربون مجتمعا غبيا منافقا فاسدا.. وهكذا فلا فرصة لهم للنجاة.. وغالبا ينتهي الفيلم بمجزرة تمزق هؤلاء، ويضعك الفيلم في مأزق أخلاقي عويص لأن الخارجين عن القانون يبدون أظرف وأكثر حيوية وبراءة وإنسانية من المواطنين الشرفاء المملين أمثالنا!.
فيلم "بوتش كاسيدي وفتى صن دانس" يلتزم حرفيا بهذه القواعد إن لم يكن هو من وضعها أصلا!، لاحظ أن الخارجين على القانون حقيقيان، ومعظم أحداث الفيلم واقعية مع اختلافات طفيفة.
"بوتش كاسيدي" كان جزارا في طفولته butcher وهكذا حصل على اسمه، أما "فتى صن دانس" فقد تربى في مدينة "صن دانس" الأمريكية.
نقابل بول نيومان "بوتش كاسيدي" الخارج عن القانون ومعه مساعده الرامي البارع "صن دانس".. النجمان جذابان وسيمان، وإن كان روبرت رد فورد ما زال وجها جديدا نسبيا؛ لذا يتصدر المشهد بول نيومان.
المشاهد الأولى تتم في نيويورك القديمة، وقد استخدم المخرج بذكاء بعض ديكورات فيلم "هالو دولي" الذي كان يصور في هذا الوقت لخفض نفقات فيلمه.
يحاول رجال العصابة أن يتخذوا زعيما جديدا غير "كاسيدي" فيتحداه الأخير لقتال بالسكين ليروا من يكون القائد.. هذا مشهد شهير جدا يعرفه المشاهد الغربي بعنوان "لا يوجد غش في القتال لأنه لا توجد قواعد أصلا!".
ينتصر "بوتش" على خصمه، ويدعو العصابة لسرقة قطار سريع محمل بالمال، يستخدم "بوتش" كمية ديناميت هائلة ليفجر خزانة القطار، مما يؤدي إلى تدمير عربة المتاع كلها.. وتحدث فوضى عارمة في أثناء محاولة جمع المال، يطارد رجال القانون "بوتش" وصديقه فيضطر الرجلان إلى الوثب في نهر.
شاهد "كاسيدي" يرفض الوثب، ويعترف لصاحبه أنه لا يجيد السباحة هنا، والنتيجة أنه يُرغم على السباحة
تنضم لهما "إيتا" حبيبة أحدهما ويقررون الفرار معا إلى بوليفيا.. وتم تصوير لقطات بوليفيا هذه في المكسيك، لذا لاحظ من يجيدون الإسبانية أن البوليفيين في الفيلم يتكلمون بلكنة مكسيكية واضحة.
هذا بلد وعر، ظروفه قاسية، مما يسبب الاكتئاب لـ"صن دانس كيد".. والأدهى أن عليهما تعلّم الإسبانية إذا أرادا سرقة المصرف.
لا أحد يفهم أنهما يريدان السطو.. هكذا يمران بدروس تعلم إسبانية في مشهد طريف فعلا.
بعد معاناة شاقة يصيران فريقا ممتازا لسرقة البنوك والقطارات.
يقرر الرجلان التقاعد والعمل في مهنة شريفة كحرس لشركة مناجم، لكن اللصوص يلاحقونهما.. وهكذا تدور معركة بالسلاح ويستطيعون قتل اللصوص.. لكنهما يتعلمان أن الحياة الشريفة لا تناسبهما، لقد خُلقا لصّين ويجب أن يظلا كذلك.
يسطوان على عربة تحمل أجور موظفين، لكن البوليس البوليفي يضيق عليهما الخناق .. يجرحان بقوة، ويقترح "بوتش" أن عليهما في المرة القادمة الفرار إلى أستراليا.
ينتهي الفيلم بهما في كادر ثابت يطلقان الرصاص، بينما ينهمر عليهما رصاص البوليفيين ويثبت الكادر.. من المفهوم أنهما سيموتان الآن.
فاز الفيلم بأربع جوائز أوسكار عن التصوير والموسيقى التصويرية وأفضل أغنية وأفضل سيناريو.. ورُشح لأفضل إخراج وأفضل فيلم وأفضل صوت، كما فاز بحشد من الجوائز في مهرجانات عدة، وقد اعتبرته معظم المجلات والهيئات السينمائية واحدا من أفضل وأهم عشرة أفلام وسترن في التاريخ، مكتبة الكونجرس طالبت بحفظه باعتباره تراثا ثقافيا مهما.
شاهد تريلر الفيلم هنا
شاهد هنا مجموعة من الأخطاء التي ارتكبها المخرج.. لا يوجد مخرج ينجو من الأخطاء، ومشاهدتها مسلية دائما.
وهنا مجموعة من اللقطات الساحرة جمعها أحدهم في ذكرى بول نيومان. - DirectorSydney PollackStarsJane FondaMichael SarrazinSusannah YorkThe lives of a disparate group of contestants intertwine in an inhumanely grueling dance marathon.هناك نسختان من هذا الفيلم الرائع: نسخة عام 1957 ونسخة عام 1997. لم أر النسخة الأخيرة وإن كنت أميل إلى أنها جيدة بدورها؛ لأن مخرجها هو ويليام فريدكين صاحب (طارد الأرواح الشريرة)، وهو لن يضع اسمه على أي عمل غير متقن.
النسخة الأولى رأيتها في برنامج نادي السينما منذ أعوام طويلة، وقد انبهرت بقدرة المخرج على أن يصنع فيلما شائقا مثيرا، بينما هو حبيس مكان واحد خانق حار. فيما بعد رأيت فيلما يدور في ذات الجو الخانق هو "يرث الرياح" أو "ميراث الرياح" لستانلي كرامر، الذي يدور في قاعة محاكمة في الجنوب الأمريكي في يوم رطب شديد القيظ. كلا العملين الرائعين أخذ عن مسرحية.. لكن براعة المخرج تجعلك تنسى هذا تماما.
مسرحية "12 رجلا غاضبا" مسرحية تليفزيونية كتبها ريجنالد روز، ولها شعبية كبيرة عند شباب المسرحيين، وقد تلقّيت مؤخرا دعوة لحضور عرض مسرحي لها في المنصورة من إعداد صديقي أحمد صبري غباشي، لكن لم أتمكّن من الحضور، واكتفيت بأن اقترحت عليه أن يقدّم مسرحية "يرث الرياح" كذلك.
كما قلنا في الأسبوع الماضي، أخرج الفيلم سيدني لوميت الذي قابلناه مع فيلم "بعد ظهر يوم حار".
لبطل الحقيقي للفيلم هو الحوار، وهو طاقم الممثلين الممتاز وعلى قمتهم هنري فوندا. إن الفيلم مباراة أداء رائعة بين أسماء عالية الاحترافية؛ مثل هنري فوندا ومارتين بالسام ولي جي كوب وجاك كلوجمان. الطريف أن الاثني عشر رجلا غاضبا ماتوا جميعا في عالم الواقع باستثناء كلوجمان.
لا تعتمد مصر في المحاكمات على نظام المحلّفين، لكنه النظام المطبّق في الولايات المتحدة. هنا يتم اختيار 12 مواطنا حسن السمعة (بموافقة الادّعاء والدفاع معا) ويكون على هؤلاء المحلّفين أن ينعزلوا تماما عن قراءة الصحف وسماع الأخبار حتى لا يتأثر قرارهم. فقط يتابعون المحاكمة، وفي النهاية يجتمعون ليصلوا لقرار واحد.. هل المتهم مذنب أم لا.. لو اتضح أن المتهم مذنب يكون على القاضي اختيار العقوبة.
هذا بالضبط هو الموقف الذي يدور حوله الفيلم.. المحلفون مجتمعون في غرفتهم يحاولون الوصول لقرار.. هل الفتى المتهم قد قتل أباه أم لا؟ سوف ينتج عن هذا القرار حكم بالإعدام. ونحن لا نعرف أسماء المحلفين ولا اسم الفتى المتهم طيلة الفيلم، فقط نعرف اسمين في نهاية الفيلم؛ فالموقف أكثر عمومية من التقيد بأسماء.
المشكلة هنا هي أنه لا يوجد إجماع.. أحد عشر صوتا يدين الفتى بينما هنري فوندا -المحلّف رقم 8- يصر على أنه بريء.. إنه يشك في شهادة الشهود الذين قالوا إن المدية المستعملة في الجريمة نادرة الطراز، ويرى الكثير من النقاط المبهمة في الشهادات.
بطل الفيلم المفلس مايكل سارازين، الذي يحلم بأن يعمل في مجال السينما، يسمع عن مسابقة كبرى للرقص في لوس أنجلوس.. قاعة فاخرة اسمها "لا مونيكا". ستكون رفيقته في الرقص الفتاة "جين فوندا".
جائزة المسابقة 1500 دولار، وهو مبلغ مروّع بالنسبة لهؤلاء المفلسين.. فقط عليك أن ترقص بلا توقف وتصمد.. من سيظلّ على قدميه حتى النهاية هو الفائز.
نتعرف مجموعة الراقصين.. منهم الممثل الكوميدي المسن "رد باتونز"، والحسناء سوزانا يورك، التي تحلم بأن تصير ممثلة إغراء.. هناك كذلك عامل زراعي بسيط وزوجته الحامل.. كلهم دفعتهم الفاقة إلى أن يصيروا فقرة لتسلية الأثرياء.
تبدأ مسابقة الرقص، ويتم استبعاد الراقصين الأضعف بسرعة..
ليس الموضوع موضوع رقص فحسب.. هناك مسابقات هرولة عبر حلبة الرقص وتجري تصفيات لمن يتقاعس أثناء السباق.. الخلاصة أن هذه دوامة من الألم تبدو بلا نهاية..
هكذا يُصاب البحار بنوبة قلبية تقتله؛ لكن زميلته تجرّه جراً وهو يحتضر؛ لتعبر به خط النهاية. وتستمر مسيرة العذاب ويتزايد استمتاع الأثرياء.
الآن الاقتراح الجديد هو أن يتزوج الرجل والمرأة أثناء الماراثون. ترفض جين فوندا هذا العرض المهين، وهنا يضطر منظّم السباق إلى أن يصارحها بأن الموضوع كله خدعة.. لقد تكلف الماراثون الكثير، لهذا سوف يتم خصم النفقات من الجائزة.. معنى هذا أن ما سيبقى للفائز صفر تقريباً.
إنها الهزيمة.. كل هذا الصراع بلا جدوى.. هكذا تنسحب جين فوندا من السباق مع رفيقها..
تجلس معه في غرفة خالية بينما صخب المسابقة في الخارج. إنها لا تريد أن تعيش.. تخرج مسدساً وتصارحه بأنها لا تجسر على إطلاق الرصاص على رأسها..
يسألها عن سبب رغبتها في الانتحار، فتقول في وَهَن:
ـ"إنهم يقتلون الجياد؟ أليس كذلك؟"
لقد راهنت بكل حياتها على هذا السباق؛ فلما أدركت أنه خدعة عرفت أنها حصان خاسر.. لم يعد أمامها سوى الموت..
يتناول مايكل المسدس ويصوبه على رأسها.. تنطلق الرصاصة فتسقط بالسرعة البطيئة مع ذات اللقطات التي كنا نراها في بداية الفيلم ولا نفهمها.. وهذه هي الكلمات التي يفسر بها للشرطة سبب قتله لها..
ينتهي الفيلم دون أن نعرف أبداً من الذي فاز في النهاية.. لا يهم من فاز فالجميع خاسرون..
كان من المخطط للفيلم أن يكون من إنتاج تشارلي شابلن، ونورمان لويد. وهو مشروع قديم أجهض عدة مرات.. وعادت الفكرة للظهور في أواخر الستينات. طلب المخرج بولاك من جين فوندا أن تلعب دور البطلة؛ لكنها لم تحب الفكرة كثيراً، إلا أن زوجها المخرج روجيه فاديم رأى أن القصة فيها أبعاد وجودية لا بأس بها، وأصرّ أن تقوم بالدور.
في الحقيقة تُذكر جين فوندا دوماً بهذا الفيلم، كما تُذكر بفيلم "بارباريلا".
لاقى الفيلم نجاحاً نقدياً وجماهيرياً، كما أنه الفيلم الوحيد في التاريخ الذي رُشّح لأوسكار في كل القوائم؛ ما عدا قائمة أحسن فيلم، وقد فاز بأوسكار أفضل ممثل مساعد.
كان هذا فيلماً آخر من الحافظة الزرقاء..
تاريخ النشر: 24/02/2011 - 04:24:44 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/11/january/27/26804[/link] - DirectorSteven SpielbergStarsDennis WeaverJacqueline ScottEddie FirestoneA business commuter is pursued and terrorized by the malevolent driver of a massive tractor-trailer.حتى لو لم تكن قد رأيت الفيلم الأصلي، فمن المؤكد أنك رأيت النسخة الحديثة منه، المنتَجة عام 2007، والتي كانت باسم Disturbia.
الفيلم الحديث من بطولة شيا لابوف، وهو فيلم ممتع متقن الصنع، لكن لا أحد يمكن أن يتفوق على هتشكوك أبدًا.
هذا الفيلم أوضحُ نموذج لطريقة هتشكوك وأستاذيته في خلق جو التشويق، كما أنه يحمل بقوةٍ بصماته: البراعة في الإخراج في مكان ضيق بطبعه.. إقحام المشاهد في الحدث.. البطلة الشقراء الأنيقة الثرية التي يعشق هتشكوك أن يضعها في الخطر كهواية خاصة لديه.. لا دماء ولا مشاهد قتل تقريبًا.. إن هتشكوك الذي تعج أفلامه بالجرائم قد قدم أقل قدر من الدماء بين المخرجين جميعًا!
قصة الفيلم -وقد نُشرت كقصة قصيرة في مجلة "بلاي بوي"- بسيطة جدًّا: رجل وحيد يركب سيارة صغيرة، يُفاجَأ بشاحنة عملاقة تريد الفتك به.. الفيلم كله هو محاولته للفرار، والأجمل أننا لا نعرف التفسير أبدًا!
إن بطل الفيلم دنيس ويفر تاجر جوّال يقود سيارة صغيرة الحجم في طريق معزول من تلك الطرق الأمريكية الخالدة في أفلام الرعب.
يُقابل الشاحنة وهو يشقّ طريقه في صحراء كاليفورنيا.. إنها بطيئة جدًّا تسدّ الطريق تقريبًا وتلوّث الجو. عندما يتجاوزها تجد السير لتسبقه ثانية، ثم تسدّ الطريق من جديد.
سمات الشاحنة غير مريحة؛ فنحن لا نرى سائقها أبدًا.. إنها قبيحة، أما صوت أداة التنبيه فيها فيُذكّرك بزئير ديناصور مما قبل التاريخ.
يتوقّف السائق الصغير في محطة بنزين ليُجري مكالمة مع زوجته.. كأي زوج أمريكي يبدو أن العلاقات مع امرأته ليست على ما يرام.
عودة للطريق من جديد.. الآن بدأ دنيس يُدرك أن هدف الشاحنة هو قتله غالبًا.. يُسرع في طريقه ويتجاوزها.. هنا يُفاجأ بأنها تلاحقه من الخلف بسرعة جهنمية، وهو ما يضطره إلى أن يسرع حتى لا تصدمه. إن الطريق جبلي وعر، وفرصة السقوط في الهاوية عالية جدًّا.. بصعوبة ينجو من الشاحنة عند مطعم صحراوي.. يلوذ به بينما تواصل هي طريقها..
حتى هذه اللحظة ما زلنا نفترض أنها دعابة قاسية من سائق شاحنة دخن بعض الحشيش، لكنها انتهت على كل حال. يدخل دنيس الحمام ليفرغ مثانته وهو يرتجف.. يعود لقاعة الطعام.. هنا يزول أي شك لديه في كون هذا سائقًا عاديًا، عندما يجد أن الشاحنة واقفة خارج المطعم تنتظره!
مَن هو؟ لا بد أن السائق هنا.. يُراقب الموجودين ومعظمهم سائقو شاحنات.. تلعب لعبة الشك بقواعدها، فكل واحد من هؤلاء يبدو مريبًا.. طبعًا لا بد من اللعب على الأعصاب.. هناك سائق شاحنة فظ يغادر المطعم، ويتجه نحو الشاحنة، ثم يتجاوزها ويركب سيارة صغيرة.. من جديد يشك في واحد آخر، ويصل الأمر إلى مشاجرة باللكمات.. لكن عندما تنتهي المشاجرة يغادر الرجل المطعم ليركب سيارة أخرى. فجأة لم تعد الشاحنة واقفة، وهو ما يعني أن سائقها لم يدخل الحانة أصلاً..
يُواصل الرحلة.. الآن صارت الأمور واضحة.. الشاحنة التي تطارده لا تمتّ لعالمنا بصلة.. إنها مسخ من مسوخ أفلام الرعب.. يقف عند قضيب قطار بانتظار مروره، هنا تظهر الشاحنة من لا مكان وتدفعه دفعًا نحو القضيب!
ينجو بمعجزة وبالضبط في اللحظة الأخيرة..
حان وقت طلب الشرطة من محطة وقود. هنا تقتحم الشاحنة المجنونة المحطة، وتهشّم كابينة الهاتف.. وينجو بمعجزة..
يجرّب عدة مرات أن ينتظر حتى تمرّ ثم يغيّر طريقه، لكنه في كل مرة يُفاجَأ بها بانتظاره.. المشكلة الأخرى هي أن رادياتور سيارته لا يعمل بكفاءة لذا تسخن السيارة بلا توقّف. مطاردة مثيرة جدًا وتحبس الأنفاس.. وفي النهاية يُدرك أنه لا سبيل للفرار إلا المواجهة..
يقف بالسيارة وظهرها لجرف عالٍ، ثم يضع حقيبته على دواسة البنزين، ويثب من السيارة التي تندفع نحو الشاحنة وتصطدم بها.. مِن ثمّ تسقط السيارتان في الهاوية شعلة من النيران..
وفي لحظة السقوط نسمع صوتًا من الشاحنة.. صوتًا لا يمت للآلات بل هو أقرب لوحش يعوي.. تمّ استعمال نفس الصوت لحظة موت سمكة القرش في فيلم "الفك المفترس"..
قد انتصر الرجل الضعيف المتوسّط في كل شيء.. والأهم أننا لم نفهم لماذا بدأت تلك المطاردة.. ما نعرفه هو أننا لم نستطِع التنفّس معظم مدة الفيلم.. يرى سبيلبرج أن أفظع ما في الفيلم هو أننا لا نرى سائق الشاحنة أبدًا!
برهن سبيلبرج على براعة إخراجية لا شكّ فيها، واستطاع أن يتعامل مع المسخ الغريب "الشاحنة" بنفس البراعة التي تعامل بها فيما بعد مع مسخ آخر هو الفك المفترس. لا شك أن هناك دروسًا عدة تلقّاها من سيد الإثارة هتشكوك، خاصة مع فيلم المسوخ الأستاذي "الطيور".
اختار سبيلبرج نوعًا معينًا من الشاحنات، يبدو كأن لها وجهًا. وقد وضع لها ماكياجًا خاصًا لتكون قبيحة جدًا. كان طول الفيلم 74 دقيقة، لكن بعد نجاحه الساحق تمّت إطالته إلى 90 دقيقة ليمكن عرضه في دور السينما، وكان هذا عن طريق تصوير لقطات إضافية (مكالمته مع زوجته مثلاً). استغرق التصوير 12 يومًا وهو نموذج لقدرة سبيلبرج المذهلة على إنهاء عمل جيّد في وقت قصير.
كان هذا الفيلم الجميل من أفلام الحافظة الزرقاء..
تاريخ النشر: 31/03/2011 - 02:18:52 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/variety-entertainment/11/march/24/29811[/link] - DirectorClaude LelouchStarsAnouk AiméeJean-Louis TrintignantPierre BarouhA widow and a widower find their relationship developing into love, but their past tragedies prove hard to overcome, causing them to proceed with utmost delicacy.يعتبر هذا الفيلم جزءًا من ثقافة كل إنسان مهتم بالفنون، فحتى لو لم تكن شاهدتَه فلا شك أنك سمعت اللحن العبقري الذي كتبه الموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني. كما أن هذا الفيلم جعل الناس تعرف مصطلح "وسترن سباجيتي"، وجعل من كلينت ايستوود نجمًا بعد ما كان ممثلاً متوسط المستوى يمكن نسيانه بسهولة.
فيلم رعاة بقر (Western) يتم تصويره في إسبانيا بالكامل، ويخرجه مخرج إيطالي لا يفقه حرفًا من اللغة الإنجليزية!.. هذه ليست مزحة.. بل هي أفلام الوسترن سباجيتي.. الموضة التي ابتكرها المخرج العبقري الإيطالي سيرجيو ليوني.
هذه الأفلام تحمل عناوين شهيرة مثل "الطيب والشرس والقبيح" و"حفنة من الدولارات"، و"من أجل مزيد من الدولارات"، و"ذات مرة في الغرب"..
القاعدة العامة في هذه الأفلام هي أنها تدور في مكان قريب جدًا من الحدود المكسيكية، وهذا عالم مليء بالرعاع والأوغاد القذرين.. الأبطال أنفسهم لا يختلفون عن الأشرار كثيرًا. الحوار شحيح جدًا.. الموسيقى صاخبة ومستمرة، وتبدو كأنها أحد الأبطال. واللقطات قريبة تستمتع جدًا باستعراض الوجوه المغبرة الشرسة غير الحليقة..
فيلم "الطيب والشرس والقبيح" أنتج عام 1966، وقام ببطولته ثلاثيٌّ يتكون من: "كلينت ايستوود" (الطيب) و"لي فان كليف" (الشرس) و"إيلي والاش" (القبيح). ويعتبر الفيلم الثالث في ثلاثية الدولارات الشهيرة.
يدور الفيلم على خلفية من الحرب الأهلية الأمريكية، حيث يعلمنا درسه الخاص: أن تكون البلاد في حرب أهلية؛ لا يمنع من أن تكون لصًا وتجمع ثروتك الخاصة!
إننا نرى أبطال الفيلم الثلاثة: اللص الحقير توكو (القبيح) الذي يفر من صائدي الجوائز الذين يريدون رأسه، ونقابل إينجل آيز (الشرس) الذي يقتل عددًا من الناس في محاولة للعثور على خيط يقوده لشحنة مسروقة من الذهب.
ثم يظهر الطيب (بمقاييس الفيلم)؛ كلينت ايستوود، الغامض الذي يضع عباءة مكسيكية على كتفيه ولا يفارق السيجار أسنانه على طريقة "لاكي لوك"، وبالمناسبة لا نعرف اسمه أبدًا، وحتى في التترات اسمه "الرجل الذي لا اسم له"، لكن أبطال الفيلم يسمونه الأشقر (Blondey).
وبما أنه بارع في الرماية وسريع كالبرق، فإنه ينقذ اللص توكو من صائدي الجوائز ويحرره.. فقط كي يسلمه هو بنفسه للسلطاتن ويأخذ مبلغ الجائزة. وقبل إعدام توكو ينقذه ويفرّ معه.. هكذا يتوصل الرجلان إلى طريقة ممتازة لكسب الرزق.. في كل بلدة يقوم الأشقر بتسليم اللص للسلطات ويحصل على الجائزة، ثم يظهر لحظة إعدامه لينقذه ويفرّ به إلى بلدة أخرى!
كل شيء في هذا الفيلم فرنسي بالطبع! لكنك تدرك كذلك أن الإيقاع فرنسي. إيقاع هادئ متمهل.. تقريبًا لا يحدث شيء.. يمكن تلخيص القصة في: أرمل وسيم يحب أرملة حسناء في شتاء فرنسي مرهف.
دورك ليس متابعة قصة، بل متابعة مشاعر وتجربة.. لا أحد يتابع قصة الزهرة أو يحاول فهمها.. إنه فقط يشمها!
يقول مشاهد أمريكي ذكي إن هذا الفيلم هو المحاولة لخلق زواج بين التصوير والموسيقى.. محاولة أولى لصنع MTV له روح..
كتب الفيلم وصنع كل تفاصيله كلود ليلوش.. وقام بالتصوير بنفسه، وتصوير الفيلم واستعماله للألوان ملفت للنظر فعلاً. إن الفيلم كالحرباء يتبدل بين الألوان الكاملة المبهجة، إلى اللون البرتقالي عند توهج العاطفة، إلى الأبيض والأسود البارديْن..
إنها القصة الخالدة.. رجل وامرأة يلتقيان في مدرسة أولادهما الداخلية في دوفيل.. كل منهما أرمل..
الرجل هو (جان لوي ترنتيان).. سائق سيارات سباق.
المرأة هي (إنوك إيميه).. كائن رقيق شديد الشفافية، تعمل مراجعة سيناريو.. (كانت إنوك إيميه في ذلك الوقت ظاهرة، ويعتبرها كثيرون أجمل امرأة في العالم)..
زوجته انتحرت بعد حادث سيارة مروع حدث له في أحد السباقات..
زوجها دوبلير مات في حادث أثناء تصوير أحد الأفلام.. لقد علمها زوجها الكثير من الأشياء في حياتها، كما أنه سافر للبرازيل وعاد منها وهو لا يتكلم إلا عن أغاني السامبا، لمدة أسبوع قامت برحلة للبرازيل دون أن تبرح مكانها.. وكما وصف نفسه فإنه (أكثر الفرنسيين برازيلية على الإطلاق).
تبدأ العلاقة عندما يوصلها بسيارته العتيقة المتداعية إلى باريس بعد ما فاتها القطار. وتتكرر الرحلة عدة مرات، مع عدد لا حصر له من الفلاش باك.. مع الوقت نعرف كل شيء عن الاثنين من خلال مشاهد الماضي.. وتتوطد العلاقة بينهما ببطء، وإن كانت هي أبطأ في الوقوع في الحب؛ لأن ذكرى زوجها المفعم بالحيوية لا تفارقها.
زايد عاطفة الحب، وهي اللحظة التي تقرر فيها المرأة أن تنهيها لأنها تشعر بأنها تخون ذكرى زوجها.
تعود إلى باريس بالقطار، وهنا يكتشف جان لوي أنه لا يستطيع الحياة من دونها، فيهرع بسيارته يسابق القطار نحو المحطة.. لا ينام ليلته لأنه يواصل القيادة بلا توقف. وهنا المشهد الأيقوني الذي اشتهر به الفيلم.. عندما تنزل من القطار لتجده أمامها على المحطة فترتمي بين ذراعيه، وتدور الكاميرا حولهما مرة.. مرتين.. خمس مرات.. ثم تبْيَضُّ الشاشة ويثبت الكادر، كناية عن أن العالم كله لم تعد له أهمية.. إنهما معًا.. ويبدو أنها تقبل منه هذه التضحية، وتقرر أن تكون له إلى الأبد..
كان الفيلم تجربة غريبة لكل مشاهدي السينما في العالم، خاصة مع عقدة النقص التي يسببها الفن الفرنسي لدى الغربيين.
نال "رجل وامرأة" كثيرًا جدًا من الجوائز؛ منها جائزة مهرجان كان الكبرى، وأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وأفضل سيناريو كُتب للشاشة خصيصًا. الموسيقى التصويرية فازت بعدة جوائز، لكنها لم تحصل على الأوسكار.
سبّب الفيلم -كما قلنا- حُمى حقيقية لدى صناع السينما في كل مكان، وإن كنت لا تشعر اليوم بهذا الانبهار فتذكر أن شيئًا من ذلك لم يكن موجودًا قبل هذا الفيلم. لقد ابتكر الفيلم لغة جديدة صارت من البدهيات بعد ذلك..
هذا فيلم آخر مهم من أفلام الحافظة الزرقاء.
تاريخ النشر: 17/03/2011 - 01:17:00 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/variety-entertainment/11/march/10/28752[/link] - DirectorSam PeckinpahStarsDustin HoffmanSusan GeorgePeter VaughanA young American and his English wife come to rural England and face increasingly vicious local harassment.
- DirectorRobin HardyStarsEdward WoodwardChristopher LeeDiane CilentoA puritan police sergeant arrives in a Scottish island village in search of a missing girl, who the pagan locals claim never existed.[link]كلما قرأت عن أفلام الرعب الناجحة ذات المذاق الفريد قرأت ضمن الأسماء اسم "رجل الخيزران"، وبالطبع ما كنت لأرى هذا الفيلم لولا الصديق ميشيل حنا الذي حصل عليه عن طريق الإنترنت.
يجب أن تلاحظ أننا نتكلّم عن فيلم 1973 الذي لم يره أحد في مصر تقريبًا، ولا نتكلّم عن فيلم نيكولاس كيدج 2006 السخيف الذي عُرض مؤخرًا، ويعكس غريزة إفساد الأعمال الناجحة. لسبب ما يقرر أحدهم ألا يترك عملاً كلاسيًا جميلاً مثل: "صدام العمالقة"، أو "المهمة الإيطالية"، أو "بين الأطلال"، وشأنه، ويصمم على أن لديه رؤيا جديدة. النتيجة كارثية دائمًا.
بالفعل "رجل الخيزران" فيلم بريطاني جدًا، له مذاق خاص في كل شيء. السيناريو للأديب الكبير أنطوني شيفر الذي قدّم لنا قصتَي: Sleuth (المخبر)، و Frenzy (الجنون).. الأخيرة صارت فيلمًا شهيرًا لهتشكوك. كتب شيفر هذا السيناريو متأثرًا بشدّة بقراءة كتاب "الغصن الذهبي" لفريزر، كما قرأ كثيرًا عن الجماعات الوثنية في أوروبا، وقد استغرق الفيلم بحثًا علميًا مضنيًا كما أن دقته شديدة، وأخرج الفيلم المخرج روبين هاردي.
للفيلم جو بهيج ساحر مع عالم الكرنفالات، والصيف على الأبواب لدرجة أنك توشك على شمّ الحقول المحروثة وبراعم الزهر، دعك من الطبيعة السكوتلندية الساحرة التي لم تقترب منها الكاميرا بهذه الحساسية من قبل، ودعك من الخلفية العتيقة المليئة بالستون هنج وباقي معالم شمال بريطانيا. يصعب عليك أن تصدّق أن هذا فيلم رعب إلا متأخرًا جدًا. تفوّق الفيلم في التصوير وفي الموسيقى.. إن فيه شريط صوت جميلاً، ومجموعة ممتازة من الأغاني نذكر منها: برقة يا جوني، عمود مايو، أغنية الصفصاف..
من ناحية الأداء تفوّق وودوارد وكرستوفر لي طبعًا، لكن ظلّ أهالي القرية مجرد وجوه جميلة في الخلفيات.
المفتش الكاثوليكي شديد التديّن "هويي" -الذي قام ببطولته روبرت وودوارد- مكلّف بالتحقيق في قضية اختفاء فتاة في جزيرة اسمها "سامرإيل" قرب الساحل الأسكتلندي.
يذهب المفتش للجزيرة بالقارب، ويبدأ السؤال عن الفتاة المختفية التي ينكر الجميع أنهم عرفوها أصلاً، ولكنه لا يبتلع هذا الكلام .. يشبه الأمر مؤامرة الصمت "أومرتا" التي تمارسها عائلات المافيا.
يتاح له أن يرى طريقة حياة أهل القرية الذين لا يثقون به أصلاً، وينتابه الرعب عندما يُدرك أنهم جميعًا وثنيون يعبدون إله الشمس والبحر ويُقدِّمون القرابين.. إنه المسيحي الوحيد على ظهر هذه الجزيرة اللعينة. الأسوأ أنه يتعرّض لإغراء متواصل من ابنة صاحب الحانة، لكنه يتمسّك بتدينه بإصرار.
حاكم الجزيرة الفعلي والعقائدي هو لورد "سومرايل" -كرستوفر لي بطل أفلام دراكيولا الشهير، والذي يعتبر هذا الدور أفضل دور له- وهو ينظم كل شيء في هذا المجتمع المغلق. هنا يربط القوم بين ممارستهم للجنس بحرية صادمة وبين خصوبة الأرض.. إنها فكرة جماعات الخصوبة الدائمة في أوروبا كلها. هنا يتم تدريس كل شيء وبوضوح للأطفال في المدارس، ومهما كان الرجل وقورًا مسنًا فأغانيه فاحشة جدًا.. بالطبع لا يروق أي شيء من هذا للمفتش المتدين. إن القرية تعيش حياة بدائية غريبة، فمثلاً يتم علاج السعال الديكي عن طريق ابتلاع الطفل لضفدع حي.
إن عمود مايو الذي يرقص حوله الأطفال عادة تمارس في بقاع عدة من أوروبا، وله جذور وثنية قوية.
هكذا يُكوّن المفتش نظريته الخاصة: أهل القرية يحتجزون الفتاة المختفية وسوف يقدّمونها قربانًا لآلهتهم طلبًا لخصوبة الأرض. يُقرّر أن يتنكر في ثياب أبله، ويتسلّل للحفل كي ينقذها..
هنا تأتي مفاجأة الفيلم.. لقد اكتشف أنه هو القربان الحقيقي منذ البداية، وما كانت قصة الاختطاف هذه إلا طعمًا لاجتذابه للجزيرة. إنه غير متزوّج وقد جاء الجزيرة بكامل إرادته، ولديه نفوذ ملك إنجلترا. هذا يجعله القربان الأمثل الذي تطلبه الأرض. سوف يحرقونه مع حيوانات أخرى في هيكل عملاق من الخيزران يشبه الإنسان، وسوف يمزجون رماده بالتربة لتزداد خصوبة!
ينشد سكان الجزيرة أغنيات وثنية حقيقية تعود للقرن الرابع عشر، بينما يُردّد هو مقاطع من الإنجيل، ويدعو الله أن يتقبله شهيدًا، ويصله صوت الخنازير والبط تصرخ وهي تحترق.. لقد ارتفعت النار وهي توشك على أن تبلغه.. وهو ما يحدث فعلاً في النهاية..
إن الفيلم ببساطة يعرض الصراع بين المسيحية والوثنية، ورأيه الخاص هو أن الوثنية تنتصر في أوروبا دائمًا!
كان استقبال النقاد للفيلم جيدًا جدًا، وأطلق عليه أحدهم "فيلم المواطن كين الخاص بأفلام الرعب"، واعتبرته مجلة "توتال فيلم" سادس أعظم فيلم بريطاني في تاريخ السينما.
لكن الفيلم عانى سلسلة من سوء الحظ؛ حيث بيعت الشركة التي أنتجته إلى شركة أخرى قبل عرضه، وقامت هذه الأخيرة بتقصير طوله من ساعتين إلى 90 دقيقة.. وفقدت كثير من نسخ الفيلم، ولولا أن مخرج الفيلم كان قد أرسل نسخة شبه كاملة للمخرج الأمريكي روجر كورمان، لاستحال أن يستعيدوه. وبالاتصال بكورمان تبيّن أنه لم يضيع نسخته.. هناك لقطات كاملة من الفيلم تم العثور عليها في مرآب مهجور، ومن حين لآخر تظهر نسخ أطول منه.
الفيلم الجديد الذي قام نيكولاس كيدج ببطولته رديء جدًا بشهادة الجميع، وعجز تمامًا عن اقتناص كل ما جعل الفيلم الأصلي رائعًا، وقد اقترح أحد رواد النت أن يتم حرق كل العاملين فيه داخل رجل خيزران آخر.
تاريخ النشر: 23/12/2010 - 05:15:16 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/10/december/23/24906[/link] - DirectorMichelangelo AntonioniStarsDavid HemmingsVanessa RedgraveSarah MilesA fashion photographer unknowingly captures a death on film after following two lovers in a park.
- DirectorDon SiegelClint EastwoodStarsClint EastwoodAndrew RobinsonHarry GuardinoWhen a man calling himself "the Scorpio Killer" menaces San Francisco, tough-as-nails Police Inspector "Dirty" Harry Callahan is assigned to track down the crazed psychopath.
- DirectorRoman PolanskiStarsMia FarrowJohn CassavetesRuth GordonA young couple trying for a baby moves into an aging, ornate apartment building on Central Park West, where they find themselves surrounded by peculiar neighbors.سيطرت بريطانيا لفترة لا بأس بها على سينما الرعب، وخصوصا مع إنتاج شركتيها "هامر" و"أميكوس" لقد عرف العالم كله مذاق الرعب البريطاني.. الألوان الزاهية.. الدماء.. الجو الفكتوري.. مصاصي الدماء الذين يخرجون من التوابيت قبل أن تنغرس الأوتاد في صدورهم، كرستوفر لي وبيتر كوشنج.. لقد فقدت هوليوود عرشها ولم تعد السينما التعبيرية الألمانية موجودة، لم يبق سوى صوت خافت هو روجر كورمان الأمريكي الذي تخصص في قصص إدجار آلان بو.. بدأت الثورة على الرعب البريطاني في السبعينيات عندما جاء من أمريكا فيلمان يحملان أصالة في الإخراج وأصالة في القصة وأصالة في الرؤى، واهتز العالم لرؤية الرعب الأمريكي الذي يحمل مذاقا خاصا، والذي لا يتوقف عند شيء، لقد جاء الرعب الأمريكي ليطرد اللوردات الوقورين المهتمين بآداب السلوك حتى وهم يمزقون جثث الموتى أو يشربون الدم، الفيلم الأول في هذه الثورة كان "طارد الأرواح الشريرة Exorcist" الذي قدّمناه هنا، والذي يعرفه الجميع، اعترف كرستوفر لي بطل أفلام دراكيولا البريطاني أنه لا يجرؤ ولا يتحمل مشاهدة هذا الفيلم.. الفيلم الثاني هو "طفل روزماري" وهو فيلم كئيب مصنوع بإتقان، ويعتبر الأب الشرعي لكل أفلام ابن الشيطان أو مجيء الشيطان للأرض.
المخرج رومان بولانسكي لا يحب النهايات السعيدة المخرج رومان بولانسكي لا يحب النهايات السعيدة
رومان بولانسكي مخرج بولندي عبقري يعيش في الولايات المتحدة، وهو بالمناسبة يهودي لا يكف اليهود عن تذكيرنا بيهوديته، قدّم لنا أفلاما مهمة مثل "تيس" و"قتلة مصاصي الدماء البواسل" و"عازف البيانو" و"الحي الصيني" و"البوابة التاسعة".. لا شك أن بولانسكي عبقري، لكنه كذلك يحمل ندبة نفسية قوية لأن زوجته هي بطلة أشهر مذبحة في القرن العشرين، الممثلة شارون تيت التي هاجم الهيبز بقيادة مانسون بيتها وقتلوها مع ضيوفها وبقروا بطنها ليخرجوا جنينها، كان مقدرا لبولانسكي أن يعيش المذبحة لكنه لم يكن موجودا ليلتها، وبالطبع لا بد أنه تأثر نفسيا بشدة بكل هذا العنف الذي لا داعي له، يمكن القول إنه أدرك أن الشيطان قادم للأرض ليعيد للملاعين مجدهم ويقضي على الحب والرحمة، وهذا ما أراد قوله في أفلامه التالية.
في العام 1968 يقدم لنا رومان بولانسكي هذا الفيلم المخيف عن قصة شهيرة للكاتب إيرا ليفين، بطلة الفيلم "روزماري" هي الممثلة الرقيقة ميا فارو التي تكون مهمتها هنا أن تفسد سعادة كل أم شابة بمولودها القادم.. أنت تعرف أن الرعب يستكشف الجوانب المألوفة أو السارّة في حياتنا ويحيلها جحيما، وهكذا تكتشف أن الأطفال أشرار وشيطانيون، والحيوانات ممسوسة، والأماكن مخيفة.. هنا يصير الحمل مغامرة حقيقية، عندما تسكن العروس الشابة المفعمة بالأحلام في بناية تعج بالقصص المخيفة.. أختان ساحرتان تأكلان الأطفال.. طفل ميت في بدروم البناية.. هنا نتوقع أن حملها لن يكون صحيا جدا.
بالطبع لا يصدق الزوجان الشابان السعيدان هذا الهراء، وهو خطأ قاتل في أفلام الرعب كما تعرف؛ لا بد أن تصدق كل شيء لتظل حيا.
الزوج الشاب ممثل متعثر في مهنته، وسرعان ما تنعقد صداقة بين الزوجين الشابين وزوجين مسنّين يقيمان في الشقة المجاورة، إنهما زوجان مخيفان لأنهما ألطف من اللازم.
يعرف الزوجان المسنان أن الزوجة ترغب في الإنجاب، وهي تعتمد على طريقة حساب تواريخ معينة لتتأكد من أن معاشرة زوجها سوف تأتي بطفل، هكذا في الليلة الموعودة تأتي الجارة العجوز حاملة كوبين من الشيكولاته المثلجة، تأكل الزوجة الرقيقة فتشعر بالدوار.
تبدأ هلوسة جهنمية غريبة، ترى فيها نفسها على باخرة ورواد الباخرة هم معارفها والزوجان المسنان، الكل يراقبها، ثم يأتي شخص غريب ويخطط جسدها باللون الأحمر.. هناك من يغتصبها بينما الكل يباركون هذا الاغتصاب..
في الصباح تأكد أن الزوجة حامل..
تعني بها العجوز كأنها تعني بطفلتها أو ابنتها الحامل، تحضر لها أدوية من الأعشاب وتغذيها جيدا.
هنا تعرف خبرا غريبا.. الممثل الذي كان يقوم بدور مهم قد أصابه العمى، وهكذا آل الدور إلى زوجها، لماذا؟ هل هناك صفقة مع الشيطان كي تحمل منه ليتحسن مسار زوجها المهني؟
مع الوقت تحاصرها الشكوك وتشعر أن كل من في البناية سحرة، وهذا صحيح مع الأسف لكن إثباته مستحيل.. يمكن تصوّر ميا فارو الشبيهة بعصفور مهيض وهي مذعورة، وزوجها لا يعينها على الإطلاق.. يعتقد أنها هستيرية.. تطلب رأي الطب النفسي لكن أحدا لا يصدق.
لا يمكن الفرار من البناية أبدا..
عندما تلد لا ترى ابنها أبدا.. يأخذونه من جوارها إلى مهد أسود ويقدمون له الهدايا الثمينة في محاكاة شيطانية مقلوبة لمشهد المجوس لدى ميلاد المسيح.. هكذا تندفع في فضول لترى ثمرة بطنها.. يصيبها الهلع عندما ترى هذا المسخ وتصرخ "ماذا فعلتم بعينيه؟!".
شاهد هذا المشهد هنا
يقول لها جارها الساحر إن المجد للشيطان.. الرضيع الذي أنجبته هو ابن الشيطان، ولم يكن زوجها هو الذي نام معها في تلك الليلة، إن الشيطان ابنها اسمه "أدريان"، سيرد للملاعين اعتبارهم!
يقول لها زوجها إنه اضطر إلى هذا لضمان مستقبله.. يمكننا أن ننجب طفلا غيره؛ اعتبريه ولد ميتا.
لكنها تبصق في وجهه ثم تتقدم لتحمل الرضيع ابن الشيطان بين ذراعيها وتهدهده، فالأمومة أقوى من كل شيء.. وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة متروكة لخيالنا.
أدت ميا فارو أداءً فائق الروعة.. خصوصا مع تدهور حالتها ونحولها كلما تقدم الحمل، كان هذا الفيلم سببا في طلاقها من فرانك سيناترا زوجها الذي اشترط ألا تمثل أبدا، لكن الفيلم كان أقوى منها، الفيلم درس في خلق التشويق وعوالم الظلال والموسيقى التصويرية المتوجسة، وبالتأكيد احتل مكانة متقدمة في سينما الرعب، من بين 100 فيلم رعب نال المرتبة التاسعة.
فاز الفيلم بجائزة أوسكار عن أفضل دور مساعد الجار المسن روث جوردون، وتم ترشيحه لأفضل سيناريو عن رواية، نفس الممثل نال جائزة الكرة الذهبية.. رشح الفيلم كذلك لجائزة الكرة الذهبية عن أفضل ممثلة وأفضل سيناريو وأفضل موسيقى.
فيما بعد قدم بولانسكي فيلما اسمه "المستأجر" وهو قريب جدا من هذا الفيلم.. يؤدي هو نفسه الدور الرئيسي في القصة، وفي النهاية ينتحر بالوثب من النافذة، يقول بولانسكي إنه لا يحب النهايات السعيدة التي تنتهي بهزيمة الشر أو عقابه.. هناك نوع من التلفيق في هذا يضطر إليه صانعو الأفلام لإرضاء المشاهد، بينما انتصار الشر في نهاية الفيلم قد يدفع المشاهد إلى المقاومة والإيجابية. - DirectorMartin ScorseseStarsRobert De NiroJodie FosterCybill ShepherdA mentally unstable veteran works as a nighttime taxi driver in New York City, where the perceived decadence and sleaze fuels his urge for violent action.
"عيال السينما المزعجون".. هذا هو المصطلح الذي أطلقه النقاد الأمريكان على هؤلاء المخرجين الشبان الذين استولوا على صناعة السينما في السبعينيات.. كلهم في سن صغيرة جدا، وكلهم يُقدّم أفلاما تبهر النقاد وتحصد شباك التذاكر حصدا؛ من ضمن العلامات الأخرى أنهم ملتحون غالبا ويلبسون قبعات بيسيبول، ويمضغون اللادن بلا توقّف.
سوف تتذكّر بعض الأسماء على الفور: ستيفن سبيلبرج، وجورج لوكاس، وفرانسيس فورد كوبولا، ومارتن سكورسيس... لقد انتهى عصر ديناصورات السينما المتحجّرة وجاء هؤلاء الشباب المزعجون، بأفكار جديدة نضرة وتقنيات جديدة، وسوف تكتشف هوليوود سريعا مع أفلام من نوع "حرب الكواكب" و"الفك المفترس" و"الأب الروحي" أن ما كانت تطلق عليه إيرادات في الماضي لم يكن سوى "طعام دجاج".. هذه هي الإيرادات الحقيقية.
أطلق النقاد على جيل مارتن سكورسيس لقب "عيال السينما المزعجون"
أطلق النقاد على جيل مارتن سكورسيس لقب "عيال السينما المزعجون"
في عام 1976 قدّم مارتن سكورسيس فيلما صار من علامات السينما العالمية، وبرغم هذا لو أنك رأيت صورته في تلك الفترة لخيّل لك أنه شاب هيبي عابث لا أكثر، وقد كان اسم هذا الفيلم العلامة هو "سائق التاكسي" عن قصة بول شريدر.
فيما بعدُ ازداد نضج سكوريس وأهميته في السينما العالمية، ويكفي أن نذكر أنه صاحب: "الطيار" و"عصابات نيويورك" و"الثور الغاضب" و"الجدعان الطيبون" و"هوجو" و"جزيرة شاتر" و"كازينو"... إلخ. إنه قوة ضاربة عظمى في السينما الأمريكية، لكن يظلّ "سائق التاكسي" هو أوّل ما يرد للذهن عندما تذكر اسم الرجل.
قال سكورسيس في مهرجان كان:- "سائق التاكسي يتلقّى أوامر الركاب ليوصلهم حيثما يريدون، وليست عنده فرصة اختيار.. هنا سائق تاكسي قرّر أن يقود نفسه بنفسه!".
سوف يذكر الناس دائما المَشاهد الليلية في شوارع نيويورك مع نغمة الساكس الحزينة، بينما سائق التاكسي يجوب المدينة المخبولة بحثا عن رزقه.. هناك جو عام يُوحي بالأحلام أو أن هذا كله غير حقيقي.
اسمع موسيقى برنارد هيرمان النيويوركية المميزة
هذا دور لا يُنسى لروبرت دي نيرو في دور المحارب السابق في فيتنام الذي يبدأ حياته كسائق تاكسي في مانهاتن.. إنه ليس مستقرّا نفسيا بالتأكيد، بالإضافة إلى عطشه الجنسي الدائم الذي لا يرتوي بارتياد دور السينما المشبوهة، وهو يرى أقذر وأسوأ ما في المدينة؛ كأن هذا انعكاس لما رآه في فيتنام.
يقع هذا السائق في الحب أول مرة مع فتاة تُدير حملة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الذي رشّح نفسه رئيسا للجمهورية.. إنه يقع في الحب بالطريقة الخاطئة؛ مثلا يصحب الفتاة للنزهة فيأخذها إلى أحد دور السينما إياها ليُريها عرض بورنو، بالطبع لا تتحمّل الفتاة هذا "القرف" وتغادر المكان غاضبة.
سائق التاكسي يصل إلى القاع القذر لنيويورك ويعيش فيه؛ يرى الدعارة والمخدرات، ومن الغريب أن الاشمئزاز يدفعه دفعا إلى بدء برنامج لاكتساب لياقة جسدية.. إنه ينمي عضلاته متوقّعا أن يحتاج لها في هذه المدينة الآثمة الظالمة.
نعرف ببطء أن أفكاره تدور حول الاغتيال السياسي.. يشتري سلاحا.. السلاح جزء مهم من تكوين أي أمريكي، وهو يبتاعه من شاب أنيق يحمل حقيبة كأنه مندوب مبيعات، ومكان اللقاء غرفة صغيرة في فندق يعرض فيها بضاعته.
ويركب اختراعا يجعل المسدس ينزلق من كمه، ويتدرّب مرارا أمام المرآة على أن يلعب دور الرجل القوي.. هذا هو مشهد "هل تكلمني أنا؟".
وهو من أشهر المشاهد في تاريخ السينما
هذه السياسة تؤتي أكلها عندما ينجح في قتل لص كان يسطو على متجر، ويساعده صاحب المتجر على الفرار.
من جديد تتركّز أحلامه بالطهر والخلاص في عاهرة طفلة هي "جودي فوستر" التي تعتصرها المدينة بشراسة؛ فيحاول أن يفرّ بها بعيدا أو يرسل لها مالا تعود به لأبويها وتبتعد عن هذه المهنة.
الآن قرّر سائق التاكسي أن يفعل.. لقد شاهد الكثير جدا وحان وقت الفعل، وهو يواصل التدريبات الصارمة.
يحلق شعره كالهنود الحمر ثم ينطلق ليقتل.. يحاول قتل السيناتور -رئيس الجمهورية المقبل- ويفشل، ثم يقتل القواد الذي يسيطر على الطفلة جودي فوستر، ويتلقّى طلقة في عنقه. في الواقع تحدث مجزرة كاملة يقتل فيها عددا من البلطجية وملوك العالم السفلي.. مشهد عنيف جدا، وقد وصفه الناقد الجميل رءوف توفيق في كتاب "سينما الزمن الصعب" بأنه "نوع من فصد الدم الفاسد للمدينة"، وقد أرغمت الرقابة سكورسيس على تغيير لون الدم الأحمر القاني ليصير غامقا وأقل ترويعا.
يقع سائق التاكسي في يد رجال الشرطة، وفي السجن يتلقّى رسالة من أبوي العاهرة الصغيرة يشكرانه على إنقاذ ابنتهما من القاع، وينتهي الفيلم به وقد خرج من السجن، وعاد يقود التاكسي في شوارع المدينة التعسة.
يرى بعض النقاد أن هذه النهاية السعيدة وهمية؛ على الأرجح هو مات فعلا أثناء تبادل الطلقات وما هذه إلا هلوسة الاحتضار الأخيرة.. قد يكون هذا صحيحا.
يظلّ أهم ما في الفيلم أداء الرائع روبرت دي نيرو الذي كان وجها جديدا وقتها، وطبقا لقواعد استوديو الممثّل ظلّ يمارس العمل كسائق تاكسي لمدة أسبوعين (12 ساعة يوميا) قبل بدء التصوير. كما أن الفيلم جعل اسم جودي فوستر عالقا في الأذهان، وجعلها حلما إلى درجة أن رجلا أطلق الرصاص على الرئيس الأمريكي لينال اهتمامها.
هذا شيء آخر لا ينساه الناس عن هذا الفيلم: إنه من العوامل التي جعلت الشاب "هنكلي" يطلق الرصاص على الرئيس الأمريكي رونالد ريجان عام 1981.. الحقيقة أنه كان يريد أن يُقلّد مشهدا من هذا الفيلم، ويؤثّر على جودي فوستر الممثّلة الحسناء.
شاهد محاولة الاغتيال هنا
شاهد ملخصا سريعا للقصة هنا
رُشّح الفيلم لحشد من الجوائز لكنه فاز بسعفة كان الذهبية، كما أنه احتلّ مكانه كتراث ثقافي بالغ الأهمية، وأشكر أصدقائي الذين طالبوه بإلحاح. - DirectorWilliam FriedkinStarsEllen BurstynMax von SydowLinda BlairWhen a young girl is possessed by a mysterious entity, her mother seeks the help of two Catholic priests to save her life.في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بدا أن السينما البريطانية سيطرت بالكامل على عرش الرعب. وراحت أفلام هامر وأميكوس بأبطالها كرستوفر لي وبيتر كوشنج ورالف بيتس تعبر المحيط بلا توقف. هنا ومن حيث لا يتوقع أحد ظهر فيلمان أمريكيان قضيا على العرش البريطاني بالضربة القاضية. لقد ظهر نوع جديد من الرعب ذي المحتوى الفني العالي والأسلوب الجديد تمامًا، تمثل في فيلمي "طارد الأرواح الشريرة" و"طفل روزماري".
كان "طارد الأرواح الشريرة" ظاهرة عندما عرض عام 1973 وقد صدم الكثيرين بكل التابوهات التي خرقها بلا تحفّظ. بعض دور السينما كانت تقدّم مع التذكرة كيسًا للقيء لدى دخول السينما. كما أن جرعة الرعب فيه عالية جدًا ولا ترحم، وما زال مرعبًا حتى اليوم، برغم أن مُشاهد العصر رأى كل شيء تقريبًا. أخرج الفيلم المخرج الأمريكي وليام فردكين الذي قدّم كذلك أفلامًا مهمة مثل "الوصلة الفرنسية" و"شروط الالتحام". والقصة للأديب الأمريكي لبناني الأصل ويليام بيتر بلاتي عن حادثة استحواذ حقيقية أو هذا ما زعمه.
بدأ الفيلم موضة جديدة في سينما الرعب هي أفلام "الطفل القذر"، التي تبدو بوضوح في فيلم "النذير".. لا تثقوا بالأطفال فهم أشر المخلوقات طرًا! كما يندرج الفيلم تحت قائمة الأفلام التي تتحدث عن قدوم الشيطان، وهي أفلام انتشرت جدًا مع بداية الألفية.. هذه الأفلام عامة دعاية خفية للكاثوليكية، حيث يظهر القساوسة الكاثوليكيين رجالاً يعرفون كل شيء.. مهما كان اللغز فإن رجل الفاتيكان يهزّ رأسه في فهم، ويبحث في المكتبة ليخرج مجلدًا عملاقًا يحكي عن هذا السر بالذات!
القصة بسيطة جدًا، والمثير فعلاً أن يتمكنوا من صنع فيلم كامل منها، لكن تحالفت عناصر الإخراج البارع والماكياج المذهل (الذي تولى أمره عميد المؤثرات الخاصة ديك سميث)، والتصوير المتوجّس الضبابي لأوين رويزمان، والموسيقى الرائعة المنوّمة قليلاً لجاك نيتشه الذي قابلناه في فيلم "أحدهم طار فوق عش الوقواق". تحالفت كل هذه العناصر لتجعل من الفيلم معزوفة كاملة، وهو من الأفلام التي لا تشعر بالراحة لو شاهدتها وحدك ليلاً.
الفيلم يلعب على مخاوف الطبقة الوسطى المعتادة.. إن ابنتنا المراهقة تتغير كأن شيطانًا مسّها.. هذا هو ما نراه في الفيلم حرفيًا وبأعنف شكل ممكن. بالتالي هو يدغدغ مشاعر الآباء الذين يؤمنون أن كل مراهقي هذا الجيل مسوخ. لكنك تظل مطمئنًا ما دام ابنك لم يصل لدرجة المشي على الجدران.
في جو موجس يبدأ الفيلم في العراق بالقسّ وعالم الآثار الأب ميرين -الذي يقوم ببطولته ممثل الرعب العجوز المخضرم ماكس فون سيدو- والذي يجد أثناء قيامه ببعض الحفريات صنمًا مرعبًا لشيطان قديم.. لاحظ أن هذا يدور في مناطق اليزيديين الذين يعبدون الشيطان هم أنفسهم.
ننتقل إلى واشنطن حيث الأسرة الأمريكية التي تتكون من الأم وابنتها المراهقة ميجان (لندا بلير) التي تتحول ببطء.. تتبوّل على السجادة في حفل بالبيت.. ترتفع عن الأرض.. يدور عنقها 180 درجة.. تقيء سائلاً أخضر مقززًا على كل شيء.. الفراش كله يهتز.. ألفاظها بذيئة جدًا وكذلك حركاتها، وتقوم بالكثير من التجديف الديني مع الصليب (استعمل المخرج ممثلة بديلة لتقوم بهذه اللقطات بدلاً من الممثلة الطفلة).
تبدأ الأم المذعورة دورة عيادات الأطباء والمستشفيات التي لا جدوى منها كالعادة. وفي النهاية يقنعها صديق للأسرة بأن تجرب طرد الأرواح الشريرة، وهو ما يعادل عبارة "عليها عفريت.. هاتوا لها شيخ" عندنا..
يقع اختيار الأم على قسّ كاثوليكي يعمل كذلك طبيبًا نفسيًا هو الأب كاراس، وما لا تعرفه هو أنه فقد إيمانه بعد ما شهد معاناة أمه العجوز مع المرض. لهذا هو لم يعد يؤمن بجدوى الدين كوسيلة لعلاج الطفلة.
يتصل كاراس بالكنيسة الأم طالبًا أن يرسلوا له طارد أرواح شريرة محترفًا، فيرسلون له الأب ميرين الذي عرفناه في أول الفيلم. يصل ليلاً وسط الضباب وإضاءة الشارع الخافتة، في مشهد لا ينسى هو الموجود على بوستر الفيلم، وبالفعل تفتح الفتاة عينيها وقد شعرت بقدوم الخطر. هنا نفهم أن ما حدث للفتاة البائسة ليس سوى طُعم لجذب الأب لتصفية الحساب الذي بدأ في العراق.
هكذا تبدأ دورة عذاب القسيسين مع العفريت الذي يسكن الفتاة، والذي يجهدهما تمامًا، مع الكثير من الإهانات والضغط النفسي على القس كاراس، إذ تتكلم الفتاة بصوت أمه وتلومه على إهمالها، وتفرغ جالونات من القيء الأخضر عليهما.. العفريت يتسلى بهما فعلاً.. وبعد ليلة مضنية من المحاولات الجاهدة يشعر الأب ميرين بأن قلبه الضعيف ينهار.
يغادر العفريت جسد الفتاة لكن بثمن باهظ جدًا، لن نذكره حتى لا نفسد الفيلم على من لم يره.. وسبب صمتي هذه المرة أن الفيلم يُعرض كثيرًا على الفضائيات، مما يجعل فرصتك سانحة لتراه..
تعرّضت لندا بلير الطفلة لشتى أنواع المصاعب أثناء تصوير الفيلم، واضطرت أن تعلّق من روافع مرارًا حتى أن ظهرها تهشّم، وكانت غرفة نوم الطفلة عبارة عن ثلاجة كي يتصاعد البخار من الأفواه أثناء الكلام. أما عن اللقطات والحوارات البذيئة مع صوت العفريت الشيطاني الغليظ فقد قامت بها ممثلة الأدوار الغريبة مرسيدس مكبريدج.
كان الفيلم صادمًا عندما عُرض، وقال كرستوفر لي ممثل أدوار دراكيولا البريطاني الوقور: "سوف يراه الجميع ليروا ما يمكن أن تفعله طفلة مراهقة من بذاءات.. لكن عن نفسي لن أرى فيلمًا كهذا ولن أراه". اختلفت الآراء لكن الجميع اتفق على أن الفيلم مرعب فعلاً، وقال ناقد أمريكي شهير إنه لا يشبه أي فيلم رعب ظهر في تاريخ السينما. رشّح الفيلم لعشر جوائز أوسكار، ففاز بجائزتي الصوت والسيناريو.
هناك أفلام كثيرة تمسّحت في هذا الفيلم، أو جاءت كتكملة له، لكن أحدها لم يبلغ القوة المؤثرة للأصل.
تاريخ النشر: 30/12/2010 - 06:04:47 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/10/december/30/25316[/link] - DirectorFrançois TruffautStarsOskar WernerJulie ChristieCyril CusackIn an oppressive future, a fireman whose duty is to destroy all books begins to question his task.
- DirectorMilos FormanStarsJack NicholsonLouise FletcherMichael BerrymanIn the Fall of 1963, a Korean War veteran and criminal pleads insanity and is admitted to a mental institution, where he rallies up the scared patients against the tyrannical nurse."أحدهم طار فوق عش الوقواق" هي الترجمة الدقيقة لعنوان هذا الفيلم الجميل، وهو عنوان مستوحى من أغنية أطفال. عرض هذا الفيلم عام 1975، وأحدث أثرا كبيرا في أعمال عدة، بحيث صار مستشفى المجانين مكانا دراميا مهما يصلح لأعمال عدة، ويمكنك أن تشم رائحة هذا الفيلم في أعمال مصرية مثل "أحلام الفتى الطائر" و"أيام الغضب"..
الفيلم من إخراج المخرج تشيكي الأصل ميلوش فورمان، الذي سنقرأ اسمه فيما بعد على أعمال عظيمة مثل "أماديوس" و"الشعر" و"الشعب ضد لاري فلينت" و"أشباح جويا".. يبدو أنه كان يتحسس خطواته الأولى في المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت، ولم يحبّ ما رآه..
محرّك هذا الفيلم والعفريت الحقيقي الذي تفتقده في أية لحظة يغيب فيها عن الشاشة هو جاك نيكلسون. كانت هذه أول مرة يفطن فيها المشاهد المصري لهذا الممثل العبقري، وفي الحقيقة يُعتبر الفيلم مباراة أداء مذهلة بينه وبين الممثلة ليزا فلتشر، في دور رئيسة التمريض الطاغية، وقد نال كلاهما جائزة الأوسكار في ذلك العام عن جدارة.
رشح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، وقد حصد منها خمسا هي الخمس الكبار (أفضل فيلم – أفضل إخراج – أفضل ممثل – أفضل ممثلة - أفضل سيناريو) التي لم يحصل عليها معا إلا أفلام محدودة. وقد ضمّته مكتبة الكونجرس؛ باعتباره تراثا إنسانيا مهما. القصة للأديب كين كيزي.
يدور الفيلم في مصحة عقلية لا نعرف مكانها بالضبط، لكنها على الأرجح على حدود كندا.. هناك مجموعة من المجانين الهادئين خاضعون في استسلام لسلطة الممرضة راتشيت. من ضمن المجانين سوف نعرف داني دي فيتو صغير السن جدا، وكذلك كرستوفر لويد. يمكنك منذ البداية أن تفترض أن المصحة هي المجتمع الأمريكي والممرضة راتشيت هي السلطة.
قدّم الفيلم راتشيت حسب القاعدة الأمريكية الشهيرة: كل من هو مهذب ويتكلم بلكنة بريطانية راقية، ويستعمل لفظة "مستر"، هو في الحقيقة إنسان قاسٍ متوحش.. بينما الشخص الوقح نوعا الذي يتكلم بلكنة أمريكية ويستعمل الشتائم، هو في الغالب رجل "جدع" ظريف. دور الممرضة رائع، وقد حرص المخرج على أن يصوّرها وهي لا تدرك ذلك أثناء جدلها معه أو احتدادها عليه.. لقطات ردود الأفعال الشرسة هذه استعملها في سياق الفيلم ذاته.
الحياة تمضي هادئة إلى أن يهبط من السماء رجل كارثة هو السجين ماكمورفي، الذي يتظاهر بأنه مجنون ليفلت من السجن. متهم بأنه أقام علاقة مع فتاة دون السن القانونية. مهرّج بالفطرة ومشاغب حتى النخاع، ضد السلطة بكل أشكالها، ويصعب إخضاعه.
عندما يتعرّف بمجموعة المجانين الموجودة معه يكتشف أنهم خاضعون تماما للممرضة. نعرف ويعرف وتعرف الممرضة أن الصدام قادم لا محالة. من ضمن المرضى هناك العملاق الهندي الأخرس برومدن الذي يناديه مكمورفي بالزعيم، ويصمم على تعليمه كرة السلة. وهناك بيلي الشاب المذعور العصابي الواقع تحت سلطة أمه.
يبدأ الصدام فعلا عندما يطالب بأن يُسمح لهم بمشاهدة مباريات الكرة العالمية في التليفزيون. ترفض الممرضة ذلك؛ لأنه إخلال بالقواعد.. يطالبها بعمل تصويت.. لكنه الوحيد الذي يرفع يده؛ لأنهم جميعا خائفون. ينجح في إقناع المجانين كلهم برفع أيديهم عندما يتم التصويت مرة أخرى، لكن الممرضة تقول في برود إن أوان التصويت قد مرّ.
يؤكد للمجانين إنه قادر على الفرار ويمكن أن يشاهد المباريات كلها في المدينة.. سوف يرفع المضخّة العملاقة التي ترشّ الماء ويحطم بها النافذة ويفرّ. يراهنهم على أنه قادر على ذلك.. يحاول.. يئنّ.. توشك عروق رقبته على الانفجار.. لكن المضخة ثقيلة جدا فلا يقدر على زحزحتها. في النهاية يستسلم، ويقول كلمته الشهيرة:
ـ"على الأقل قد جربت.. أليس كذلك؟".
لكن برنامج مكمورفي لتحدي السلطة لا ينتهي هنا. إنه يفرّ من المصحة مع المجانين، ليأخذهم مع فتاة يعرفها في رحلة صيد في عرض البحر. يعلّمهم صيد السمك، لكن تنتهي الرحلة نهاية كارثية.
نتيجة شغبه المستمرّ يتم أخذه هو والعملاق الهندي للعلاج بالصدمات الكهربية، وهنا يكتشف لدهشته أن الهندي يتكلم.. لقد كان يتظاهر بالخرس طلبا للأمان..
الآن وقد عاد مكمورفي يصمم هو والزعيم الهندي على الفرار.. إن الحدود الكندية قريبة، ويمكنهما المشي لها. لكنه يقرر أن يقيم حفلا أخيرا لرفاقه المجانين.. يقوم برشوة الحارس الليلي كي يسمح بدخول فتاتين مع زجاجات خمر.
ويبدأ حفل صاخب مع الموسيقى والرقص. يأخذ الفتى المتهيب الواقع تحت سلطة أمه فتاة إلى غرفة جانبية، لكن ما يحدث هو أن الجميع يغيبون عن الوعي.. يغيبون عن الوعي إلى أن تصل الممرضة راتشيت في الصباح لتكتشف أن مملكتها التي تديرها بصرامة قد تحوّلت إلى سيرك. الفوضى في كل مكان.. حتى مكمورفي نفسه غاب في النوم ونسي أن يفرّ! لكنها تعرف أنه المسئول بالتأكيد عما حدث..
هنا تكتشف الفتى بيلي وتعرف ما فعله. تخبره ببرود أنها ستخبر أمه بكل هذا.. الفتى مذعور ويتلعثم بقوة ويرجوها ألا تفعل.. لكنها مصممة..
يفرّ الفتى إلى حجرتها ويحطم كوبا ثم يذبح نفسه به. عندما يعرف مكمورفي بهذا يفقد التحكم في أعصابه، وينقضّ على الممرضة ليخنقها.. ويوشك أن ينجح لولا أن الممرضين أنقذوها منه..
الآن تعود المصحة إلى نظامها المعهود.. الممرضة تمارس سلطتها، والفارق الوحيد أنها تضع ياقة بلاستيكية. المرضى مطيعون كالعادة.. لا أحد يعرف أين يوجد مكمورفي.. البعض يقول إنه هرب، والبعض يقول إنه في غرفة خاصة..
يصمم الزعيم الهندي على البحث عن صديقه. يتسلل للطابق العلوي فيجده في الفراش، وقد تمت حلاقة رأسه بطريقة غريبة. لقد أجروا له جراحة استئصال فصّ المخ Lobotomy لتهدئته.. والنتيجة.. هو ذا قطعة لحم راقدة في الفراش بلا أية استجابة من أي نوع.. إنه حي فقط...
هنا يصل الفيلم لذروة الدراما عندما يتخذ الهندي قراره سريعا... هو يعرف فعلا ما يريده مكمورفي.. مكمورفي الذي علّمهم الحياة والتحدي لن يقبل أن يمضي حياته كنبات. يرفع الوسادة ويكتم بها أنفاسه.. إنه يقتله لكنه في الحقيقة يحرره...
تتصاعد موسيقى جاك نيتشه الرهيبة التي تذكّرك بدقات الطبول الهندية، إذ يسرع الزعيم إلى مضخة الماء.. المضخة التي لم يستطع مكمورفي أن يزحزحها من قبل. ينتزعها من مكانها ويحملها ويهوي بها على النافذة فتتحطم.. يثب منها..
يستيقظ المجانين على الضوضاء فيتصايحون مهللين..
وفي ضوء الفجر الرهيب يركض الهندي نحو الحدود الكندية.
أحدهم طار فوق عش الوقواق.. لكنه لم يكن مكمورفي.. لقد مات مكمورفي بعد ما نقل رسالة التحدي لواحد آخر......
كان هذا فيلما آخر من الحافظة الزرقاء. فإلى لقاء آخر إن شاء الله.
تاريخ النشر: 16/12/2010 - 10:52:07 am
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/10/december/16/24512[/link] - DirectorBob FosseStarsRoy ScheiderJessica LangeAnn ReinkingDirector/choreographer Bob Fosse tells his own life story as he details the sordid career of Joe Gideon, a womanizing, drug-using dancer.
- DirectorSergio LeoneStarsClint EastwoodEli WallachLee Van CleefA bounty hunting scam joins two men in an uneasy alliance against a third in a race to find a fortune in gold buried in a remote cemetery.من جديد نلتقي مع ستانلي كوبريك المخرج العظيم الذي يُعتبر واحدًا من أعمدة السينما. إن أفلام كوبريك معدودة جدًا، لكن كل فيلم منها يصلح للتدريس ويحمل رؤيا قوية متفردة. عرفنا أنه تمرّد على هوليوود، فذهب إلى إنجلترا ليقدّم الأفلام التي يريدها بشروطه الخاصة وبأجهزته وطاقم العمل الذي يريده، وهو أكثر مخرج موسوس مولع بالدقة في التاريخ لدرجة أنه كان يعيد تصوير بعض المشاهد في أفلامه 180 مرة! عندما تذكر اسم كوبريك سوف تذكر على الفور أسماء مثل "2001".. "لوليتا".. "سبارتاكوس".. "عينان مغلقتان باتساع". "البرتقالة الآلية".. "خزانة مليئة بالطلقات".. "دكتور سترانجلاف".. "تألق"..
إن كوبريك مولع فعلاً بالكوميديا السوداء، ومن الحقائق الغريبة عن فيلم اليوم أنه كان يتخذ الشكل الواقعي أولاً، ثم رأى كوبريك أن صيغة الكوميديا أقوى تعبيرًا وتأثيرًا، فقد راقت له فكرة التدمير المتبادل.
حن في أوائل الستينيات في ذروة الحرب الباردة بين العالم الحر كما يحلو لأمريكا أن تطلق على نفسها والعالم الاشتراكي كما يحلو للسوفييت أن يطلقوا على أنفسهم. مرارًا يلوح الخطر النووي في الأفق، خاصة مع أزمة الصواريخ الكوبية وعملية خليج الخنازير. كان كل إنسان يصحو من نومه متسائلاً إن كان هذا هو اليوم الأخير؟ كوبريك قرر أن هذا هو اليوم الأخير فعلاً وقدمه في هذا الفيلم الجميل. العنوان الساخر "كيف تعلمت أن أكفّ عن القلق وأحبّ القنبلة الذرية" يذكّرنا بالكتب التي كانت شائعة في ذلك الزمن كيف تصنع الأصدقاء وتؤثر في الناس... إلخ. وهو يضفي نوعًا من التحضر على موضوع شنيع بطبعه.
راقت رواية "الإنذار الأحمر" لبيتر جورج لكوبريك وقرر أن يقدمها في فيلم سينمائي. استعان مصمم المناظر -وهو متخصص في أفلام جيمس بوند- بخياله وبعض الصور النادرة ليصمم الطائرة من الداخل وغرفة العمليات.. إلخ؛ لأن البنتاجون رفض التعاون بأي شكل، ومن الغريب أن النتيجة كانت دقيقة لدرجة أن بعض الأمريكيين اعتقدوا أنه يتعاون مع شبكة تجسس!
تبدأ القصة بالجنرال الأمريكي المجنون جاك ريبر -يلعب دوره سترلنج هايدن- الذي يقرّر أن يشنّ حربًا نووية على الاتحاد السوفييتي. يؤمن الرجل بأن هناك مؤامرة شيوعية على العالم تهدف لتسميم سوائلنا الحيوية.
بالطبع لابد أن تنتهي هذه الزمالة بالخلاف فالانفصال.. ويصمم اللص توكو على أن ينتقم من زميله السابق الأشقر. ذلك الانتقام الذي يفضي بالرجلين إلى الصحراء.. تحت الشمس الحارقة، ومع الظمأ الشديد يوشك الأشقر على الموت فعلاً..
هنا يكتشفان عربة بها جنود محتضرون أو موتى.. يعرف توكو من جندي مُحتضر أن الذهب المسروق مدفون في مقبرة اسمها (ساد هيل). وكان الجندي ظمآنًا يريد الماء، لذا يقرر توكو أن يكون إنسانًا برغم أنفه وينطلق ليجلب له ماءً وهو مغتاظ.. ثم يعود ليكتشف الكارثة؛ لقد مات الجندي، لكن بعد ما أفضى باسم القبر إلى الأشقر!
هكذا تولد العقدة اللذيذة للفيلم: اسم المقبرة مع توكو.. اسم القبر مع الأشقر.. كلا الرجلين لا يعرف ما يعرفه الآخر.. كلا الرجلين لا يستطيع قتل الآخر ولا تركه! علاقة معقدة جدًا وظريفة..
إن إيلي والاش (القبيح) ممثل غير عادي، كما أن جاذبية كلينت ايستوود معروفة. هناك مواقف ساخرة عديدة.. مثلاً عندما يقابل الرجلان فريقًا من الجنود ذوي البذلات الرمادية، فيصيح توكو منافقًا:
ـ"تقدموا أيها الأبطال الجنوبيون.. إن الله يكره الشماليين!"
هنا يقول له كلينت ايستوود:
ـ"إن الله يكره الحمقى كذلك!"
والسبب هو أن الجنود ينفضون الغبار عن ثيابهم فيتضح أنها زرقاء، وأنهم شماليون!.. وهكذا يُقبض على الرجلين باعتبارهما من عملاء الجنوب ويودعان في السجن.
وفي السجن يكتشف الشرس (إينجل آيز) أن الرجلين يعرفان مكان الذهب الذي يبحث عنه منذ بداية الفيلم. وهكذا يعرض على الأشقر أن يخرجه من السجن ويقتسما الذهب.. وفي الوقت ذاته يفرّ توكو من القطار الذي كان ينقله إلى مكان الإعدام. ويتجه بدوره إلى المقبرة.
مشهد ساخر آخر وشهير جدًا، فقد كان هناك جسر استراتيجي مهم يسد الطريق إلى المقبرة، وهناك جيشان من الشماليين والجنوبيين يحرسان الجسر.. هكذا يقرر توكو تدمير الجسر حتى لا يجد هؤلاء المخابيل ما يحرسونه. هذا مشهد ضخم جدًا وتكلف تنفيذه الكثير وكاد يقتل عددًا من العاملين في الفيلم. الحقيقة أن سيرجيو ليوني متهم دومًا بقلة اكتراثه بحياة الممثلين معه، حتى إن إيلي والاش كاد يُقتل عدة مرات أثناء التصوير.
وبالفعل يرحل الجيشان، ويصير على اللصوص الثلاثة أن يجدوا القبر.. ويكتب الأشقر اسم صاحب القبر على حجر ويلقي به في الهواء، ثم يدعو الاثنين الآخريْن إلى مبارزة بالمسدسات من أجل اسم صاحب القبر.
هكذا يلعب المونتاج لعبة بارعة جدًا إذ يتبادل الثلاثة النظرات وكل واحد يخشى أن يبدأ، والعرق يبلل الجِباه، بينما تتعالى موسيقا أنيو موريكوني لتجعل الانتظار جحيمًا.. لقد طلب منه المخرج مقطوعة توحي بأن الجثث تضحك في قبورها. هذا المشهد علامة مميزة لإخراج سيرجيو ليوني..
تنتهي المواجهة بمقتل إينجل آيز (الشرس).. ويجد توكو نفسه مكلفًا بحفر القبر تحت تهديد السلاح ليخرج الذهب.. ثم يربط الأشقر يديه خلف ظهره، ويعلقه على حبل مشنقة يتدلى من غصن شجرة، ويتركه وحده في الصحراء، وبجواره نصيبه من الذهب..
تمر لحظات نتصور فيها أن توكو انتهى أمره، لكن الأشقر يظهر من جديد قادمًا من الأفق.. وفي مشهد يذكرنا ببداية الفيلم يطلق رصاصة، فيقطع حبل المشنقة ويتحرر توكو، ثم يبتعد الأشقر في الأفق من جديد.
لا يمكن القول إنه دلـّله أو عامله برفق، لكنه على الأقل ترك له حياته ونصيبه من الذهب. ويصرخ توكو في غضب ناعتًا الأشقر بسبة بذيئة، لكننا لا نسمعها لأن الصرخة الشهيرة الشبيهة بصياح الكويوتي، المميزة للحن تتعالى فتخرس صوته..
برغم أن الحوار في الفيلم شحيح جدًا، فأنت تدرك على الفور موهبة الممثلين العظيمة، وقد تميز بالذات إيلي والاش في دور القبيح، وكان المخرج قد أعجب بأدائه في فيلم "كيف صنع الغرب". إنه مضحك ومهرج بطبعه، لكنه كذلك خطير جدًا. ويقال إن هذه صفات سيرجيو ليوني (المخرج) نفسه، لهذا كان هذا الدور قريبًا جدًا إلى قلبه.
كان ليوني قد قرأ كثيرًا عن الحرب الأهلية الأمريكية، واندهش جدًا لغباء الناس.. فهذه حرب بين أخ وأخيه بلا أي مبرر أو نفع. كل هذه الحيوات تضيع بلا مبرر، ولهذا خطر له أن يستغل هذه الحرب السخيفة كخلفية لفيلمه.
وبما أن هذا هو الفيلم الثالث في ثلاثية الدولارات، فقد تضايق كلينت ايستوود جدًا لأنه كان وحده في الفيلم الأول.. ومع نجم ثانٍ في الفيلم الثاني.. الآن صار مع ثلاثة.. وبدا له أنه لو قدم فيلمًا رابعًا لشاركه الجيش الأمريكي البطولة! والحقيقة أن ايستوود لم يعمل مع ليوني قط بعد ذلك، وإن كان المخرج الملتحي قد وضعه على طريق النجومية للأبد.
الفيلم ما زال يحتل مكانة مهمة في تاريخ السينما، وقد اختاره المخرج تارانتينو كأفضل فيلم على الإطلاق، بينما احتل الموضع الرابع مرارًا في قائمة أفضل الأفلام في قاعدة معلومات الأفلام، وهو ثابت بين أول خمسة أفلام في قائمة مجلة إمباير لأعظم أفلام في التاريخ.
تاريخ النشر: 10/03/2011 - 03:22:47 pm
باقي المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/11/march/3/28276[/link] - DirectorStanley KubrickStarsMalcolm McDowellPatrick MageeMichael BatesIn Stanley Kubrick's controversial filming of the Anthony Burgess dystopian novel, sadistic gang leader Alex DeLarge is imprisoned and volunteers for a conduct-aversion experiment, but it doesn't go as planned.
منذ بدأت تحرير هذا الباب وأنا أنهي كل مقال بأن أنصح القارئ بمشاهدة الفيلم بلا تردد، غير أن الأمر يختلف هذه المرة.. سأقوم بعرض الفيلم لأهميته ولأنه من إخراج سيد السينما كوبريك، لكن لا أنصح أحدًا بمشاهدته على الإطلاق. الفيلم يحتوي كمية هائلة من الجنس والعنف، وفي الوقت نفسه يطرح قضية أخلاقية مهمة ومراوغة، وفيه الكثير من الفن الخالص، لهذا يصعب أن نتجاهل الكلام عنه.. على كل حال كل المشاهد هنا من يوتيوب وهو موقع متحفظ ومراقب جيدًا.
كل فيلم جديد للعبقري ستانلي كوبريك كان حدثًا ثقافيًا مهمًا، وبالطبع ليس الاسم جديدًا عليك.. إنه صاحب أفلام "2001 أوديسا الفضاء" و"سبارتاكوس" و"إشراق" و"لوليتا" و"د. سترانجلاف" و"عينان مغلقتان باتساع" و"خزانة مليئة بالطلقات" و...... "البرتقالة الميكانيكية"..
هذا العنوان الغريب "البرتقالة الميكانيكية" يعني الإنسان عندما يتم إخضاعه للنظم الصارمة.. يصير برتقالة بقلب ساعة.. تعمل بدقة لكن لا قيمة لها على الإطلاق ولا يشتهيها أحد.
في العام 1962 كتب أنطوني بيرجس روايته الشهيرة "البرتقالة الميكانيكية" أو "برتقالة بقلب ساعة" التي تحوّلت فيما بعد إلى هذا الفيلم، وقد ظل ممنوعًا من العرض أعوامًا طويلة في عدة بلدان غربية "حتى الحرية هناك لها سقف مهما زعم الزاعمون".. الفكرة أن عرض الفيلم تزامن مع جرائم تشبه ما يحدث فيه، وهذا عزّز الاعتقاد بأنه يفسد الشباب فعلاً.. هذا أول فيلم يمنع عرضه 27 عامًا، والحقيقة أن كوبريك نفسه هو الذي سحبه من السوق.
تتحدث القصة عن مستقبل كابوسي آت حتمًا تحكم البلاد فيه سلطة شمولية لا تهتم كثيرًا بأمن الشوارع قدر ما تهتم بالأمن السياسي، من ثم تصير الشوارع مملكة عصابات الشباب التي تجوبها بحرية كاملة تضرب المسنين وتغتصب النساء وتسرق المتاجر، بينما يغلق الكبار أبوابهم على أنفسهم خائفين ويتظاهرون بأن كل شيء على ما يرام.
كل فيلم جديد للعبقري ستانلي كوبريك كان حدثًا ثقافيًا مهمًا
كل فيلم جديد للعبقري ستانلي كوبريك كان حدثًا ثقافيًا مهمًا
للشباب لغة خاصة ذات جذور عدة من الكوكني ولغة الغجر واللغة الروسية، وتسمى باسم "النادسات". النت مليئة بقواميس النادسات ويمكنك البحث عن مفرداتها على غرار:
دفوتشكا = فتاة
فيدي = انظر
هورورشو = ممتاز
دروج = شلة
لماذا نجد هذه اللمسات السوفيتية؟ هل يريد المؤلف أن يلمح أن السوفييت هم الذين ربحوا وسيطروا على العالم؟
شاهد المشهد الافتتاحي هنا، حيث يجلس أليكس مع أصدقائه بالثياب المميزة في بار اللبن، حيث يشربون اللبن الممزوج بالفودكا ثم يخرجون وقد اشتعل الدم في عروقهم، وصاروا راغبين في بعض العنف الزائد Ultra Violence..
أليكس بطل القصة -الذي يقوم مالكولم ماكدويل بدوره في أداء مذهل- شاب لندني من هذه العصابات مهمته في كل ليلة أن يجوب الشوارع مع عصابته ينشر الرعب، ويضرب المتسولين بلا رحمة.
ويقوم بسباقات ليلية بالسيارة، ويغتصب أية فتاة يقابلها "من أجل بعض المرح".. نعرف أن أليكس يعيش مع أبويه اللذين لا يعرفان عنه الكثير، وهو يعيش في عالم غريب من خيالات السادية الجنسية وموسيقى بيتهوفن أو "لودفيج فان العجوز" كما يطلق عليه.. الحقيقة أن بيتهوفن بطل أصيل من أبطال الفيلم.
يتورّط أليكس في عملية هجوم على بيت مؤلف، ويقوم مع رفاقه بالتناوب على اغتصاب زوجة الرجل أمام عينيه "من أجل بعض المرح".. وهنا يغني أليكس "أنا أغني تحت المطر" وهي أغنية جين كيلي رائعة الجمال، لكنه يشوهها باستعمالها مع كل هذا العنف..
هذا المشهد هنا مع حذف ما يلزم
فيما بعد سوف يقوم شباب بريطاني في عالم الواقع بجريمة اغتصاب وهم يغنّون "أنا أغني تحت المطر"، مما سيقنع المحكمة ورجال الشرطة بأن الفيلم مدمر.. وهذا سوف يجعل كوبريك يسحب الفيلم بنفسه برغم عدم اقتناعه بأنه السبب.
أليكس في حرب مستمرة للسيطرة على رفاقه وفرض الزعامة، وهذا يدفعه إلى الضرب أحيانًا وهذا يولد أحقادًا دائمة عندهم.. يتورط أليكس بعد هذا في جريمة قتل لامرأة تعيش وحدها.. ويقع في يد رجال الشرطة بينما يفر أصحابه ليورطوه وحده.
هذا يدفع به إلى السجن، وهناك يقضي الوقت في قراءة قصص المذابح والاغتصاب في التوراة، شاعرًا بأنها كانت أيامًا مجيدة.. كان عليه أن يوجد في تلك العصور!
الحكومة -لأغراض سياسية- تتبنى علاجًا خاصًا لحالات العنف لدى الشباب تطبق فيه نظام التغذية الرجعية السلبية. يهدف هذا العلاج إلى إحداث ارتباط شرطي بين العنف والقيء.. هكذا يختارون أليكس باعتباره نموذجًا فريدًا لفقدان التحكم في شهوتي الجنس والعنف.. يرغمونه لعدة أيام على مشاهدة أفلام عنف وأفلامًا جنسية بلا انقطاع وهو مقيّد في مقعده، مع تثبيت جفني عينيه حتى لا يغمضهما، مع حُقَن تسبب له الغثيان والدوار.. هذا هو ما يطلقون عليه علاج لودفيكو. في هذا الكليب الساخر يتصوّر صانعه أن أفلام العنف التي يراها أليكس هي لقطات من فيلم "المحوّلون".
النتيجة هي أن أليكس يتحوّل إلى كتكوت وديع لا يتحمّل أي نوع من العنف، ولدرجة لعق حذاء من يهينه أو يضربه.. يخرج للعالم الخارجي على أساس أن الحكومة نجحت في شفائه، لكنه يكتشف أنه لا مكان له في هذا العالم على الإطلاق.. زملاؤه البلطجية قامت الحكومة بتعيينهم رجال شرطة، وهم لم يتوقفوا عن نفس الدور القديم.
وحتى الكاتب الذي اغتصب أليكس زوجته وجده وجنّ جنونه وكاد يفتك به.
لقد وقع في الشرك بين حبائل لعبة سياسية قذرة وحكومة تتظاهر بأنها حلّت مشكلة الشباب، وبين ضحاياه السابقين الذين لا يصدّقون أنه تغيّر.. إنه برتقالة ميكانيكية تبدو طبيعية من الخارج لكنها مكبّلة بنظام تروس صارم من الداخل، ولا جدوى منها على الإطلاق..
هذه هي رسالة الرواية الخبيثة التي يمكن أن نلخّصها كما يلي: لا تحاول أن تهذّب الإنسان أكثر من اللازم فهذا يفقده آدميته.. ربما كان الإنسان في صورته الشريرة أفضل.. بالتالي قد يكون علم النفس السلوكي ليس سوى أداة تستعملها السلطات الشمولية للسيطرة.. لقد اعتبر الكثيرون سكينر العالم النفسي الشهير رجلاً خطيرًا ويمارس القمع.
برع كوبريك في اختيار مواقع التصوير وتصميم الثياب وانتقاء العدسات.. لاحظ هنا أننا لا نتكلم عن مستقبل بعيد فيه روبوتات وأطباق طائرة، بل عن مستقبل قريب جدًا من حاضرنا هذا.. مجرد اختلافات بسيطة في الثياب والديكورات.. وهذه مقنعة فعلاً في الفيلم.
إن الفيلم يرسل رسالة أخلاقية مشوشة وغريبة.. وهذا سبب عدم حماس نقاد كثيرين له.. لكن يظل الفيلم علامة مهمة جدًا في الثقافة الغربية.. ولا أنصح بأن تراه لكن أنصح بأن تعرف بأنه موجود ! - DirectorSergei EisensteinStarsAleksandr AntonovVladimir BarskiyGrigoriy AleksandrovIn the midst of the Russian Revolution of 1905, the crew of the battleship Potemkin mutiny against the brutal, tyrannical regime of the vessel's officers. The resulting street demonstration in Odessa brings on a police massacre.
- 19641h 35mPG8.3 (520K)97MetascoreDirectorStanley KubrickStarsPeter SellersGeorge C. ScottSterling HaydenAn unhinged American general orders a bombing attack on the Soviet Union, triggering a path to nuclear holocaust that a war room full of politicians and generals frantically tries to stop.بعد عرض هذا الفيلم والنجاح الساحق الذي حققه عام 1969، انتشرت في مصر موضة أنهم يفعلون كذا في عناوين الأفلام والمسرحيات؛ لذا رأينا "إنهم يقتلون الحمير" و"إنهم يسرقون عمري"... إلخ. وقد لاحظت أنني لا شعورياً أطلقت عنواناً شبيهاً على مقال كتبته أيام الثورة "إنهم يأكلون الكنتاكي".. هناك نحو عشرين عملاً غربياً استوحى طريقة التسمية ذاتها.
أما عن القصة ذاتها فقد استخدمها خيري بشارة بتصرّف شديد في فيلم "قشر البندق"؛ حيث استبدل بمسابقة الرقص مسابقة للأكل.
أخرج الفيلمَ مخرج أمريكي مهم هو "سيدني بولاك"، الذي اشتهر بأفلام "الخروج من إفريقيا" و"توتسي" و"الشركة". السيناريو كتبه جيمس بو عن قصة لهوراس ماكوي بنفس الاسم.
هناك أفلام كثيرة جداً تتناول فترة الركود الاقتصادي الأمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي الكارثة التي أدت بأُسَر كثيرة إلى البطالة والجوع. فيلم اليوم يدور في هذا الوقت الكئيب.
موضوع الفيلم مرح جداً.. مسابقة رقص؛ لكن عندما تقام المسابقة في ألعن وقت ممكن، وعندما يكون المتسابقون مجموعة من الجياع المفترض منهم أن يسلّوا السادة الأثرياء المتخمين وهم يلتهمون العشاء؛ فإن مسابقة الرقص تتحول إلى كابوس.. أبداً لن تكره الرقص كما سوف تكرهه بعد رؤية هذا الفيلم..
منذ بداية الفيلم والتترات نرى لقطات من طفولة البطل، فنفهم معنى العنوان الغريب.. حصان منهك يتم إطلاق الرصاص عليه.. تتكرر هذه اللقطة مراراً، وكذلك سنرى لقطة قصيرة تتكرر لمصرع "جين فوندا" على سبيل الفلاش فورورد الذي يطلعنا على لمحة من المستقبل.
صدر أوامره لقاذفات قنابل من طراز ب-52.. يحاول مساعده أن يوقف الهجوم، لكنه لا يستطيع معرفة الشفرة التي تتلقاها الطائرات، فتعرف أن العملية أجهضت.
لقد بدأ العد.. الطائرة سوف تقصف الاتحاد السوفييتي فعلاً.
تصل الأخبار السوداء للرئيس الأمريكي -الذي يلعب بطولته بيتر سيلرز أيضا- ويحاول أن يرسل قوات تنتزع الشفرة من الجنرال المجنون جاك ريبر، لكن الجنرال أصدر أوامره للقوات أن تطلق الرصاص على أي شخص يحاول الاقتراب. وبالفعل ينتحر عندما يشعر أن الدائرة تضيق حوله مما يزيد تعقيد الأمور، فالطائرة صارت كرصاصة خرجت من المسدس ولا يمكن استعادتها.
يضطر الرئيس الأمريكي إلى طلب السفير السوفييتي لإخباره بالكارثة المتجهة نحو الاتحاد السوفييتي، ويعطيه بعض المعلومات عن الطائرة عساهم يستطيعون إسقاطها. برغم هذا يغريه بعض القواد بأن ينتهز الفرصة ويرسل طائرات أكثر لمحو الاتحاد السوفييتي من على الخارطة قبل أن يجد فرصة الرد. هنا يطمئنه السفير السوفييتي أن لديهم برنامجًا أوتوماتيكيًا يمحو كل أثر للحياة على الأرض لو تعرض الاتحاد السوفييتي لهجوم نووي. الظريف أنه برغم حرج الموقف فإن السفير السوفييتي لا يفوت الفرصة ويبدو أنه يتجسس بلا توقف على غرفة العمليات الأمريكية أثناء تواجده فيها.
الآن جاء دور استدعاء دكتور سترينجلاف ليشرح للرئيس معنى عملية يوم القيامة.. دكتور سترينجلاف هو بيتر سيلرز كالعادة.. خبير سلاح نازي سابق مقعد، ويخاطب الرئيس الأمريكي بلقب الفوهرر من حين لآخر.. أداء عبقري لا يمكن نسيانه فعلاً.. إنه مريض سادي قاس بلا رحمة، ويرتجف نشوة وشوقًا كلما تخيّل الجحيم النووي القادم. أضف لهذا أن يده اليمنى متوحشة ولها إرادة خاصة بها. مزج سيلرز في هذا الدور عددًا هائلاً من علماء الذرة ومنهم عالم الصواريخ النازي فون براوننج.
يتوالى مسلسل سوء الحظ، فبرغم الوصول إلى الشفرة وإبلاغ الطائرات، فإن طائرة واحدة تظل متجهة لهدفها؛ لأن جهاز استقبالها قد أصيب بقذيفة سوفييتية.
يستعد طاقم الطائرة لقذف القنبلة، ومنهم الميجور كينج كونج الذي يحاول فتح أبواب سقوط الطائرة المعطلة.. هنا تنفتح الأبواب فجأة فيسقط مع القنبلة. تكون استجابته أمريكية جدًا هي أن يمتطي القنبلة ويلوح بقبعته كما في مباريات الروديو. ففي النهاية كل الأمريكان رعاة بقر لا أكثر!
بيض الشاشة علامة على الانفجار. يعلن السفير السوفييتي أن الحياة على الأرض ستنتهي خلال ستة أشهر؛ لأن آليات يوم القيامة سوف تبدأ.
يشعر سترينجلاف بنشوة جبارة، ويرتجف وهو يطلب من الرئيس أن يختار أفضل عينات من الأمريكيين.. أجمل النساء وأقوى الرجال، ويخفيهم في المناجم لمدة مائة عام إلى أن يزول الإشعاع.. هؤلاء هم الذين سيصيرون البذرة الجديدة لأمريكا. فجأة يستعيد قدرته على المشي كأن كل هذه النشوة عالجته من الشلل.. وهنا نرى مرحًا لا نهاية له في نعيم المحرقة النووية.. انفجارات وسحابة عشّ الغراب في كل مكان، مع أغنية رقيقة تقول "سوف نلتقي ثانية"..
نتهي الفيلم الساخر، بعدما علمنا ألا نخاف الجحيم الهيدروجيني.. سوف تحترق البشرية كلها لكنها ستعود يومًا ما!
حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا.. خاصة مع الأداء المذهل لبيتر سيلرز في ثلاثة أدوار. كانت هذه هي فكرة شركة كولومبيا التي شعرت بأنه هو سبب نجاح الفيلم السابق "لوليتا". كان من المفترض أن يؤدي كذلك دور الطيار كنج كونج لكنه خشي ألا يستطيع تقليد لكنة أهالي تكساس بشكل موفّق. يتصدر الفيلم معظم قوائم أفضل فيلم، وتعتبره مجلة توتال فيلم رقم 23 في أعظم أفلام التاريخ، كما اختير كرابع أعظم فيلم كوميدي، واحتفظت به مكتبة الكونجرس باعتباره عالي القيمة الثقافية.
إن فيلم دكتور سترينجلاف هو فيلم مهم من أفلام الحافظة الزرقاء.
تاريخ النشر: 03/03/2011 - 01:41:40 pm
عنوان المقال:
[link]http://www.boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/11/february/24/27902[/link] - DirectorAlfred HitchcockStarsAnthony PerkinsJanet LeighVera MilesA secretary on the run for embezzlement takes refuge at a secluded California motel owned by a repressed man and his overbearing mother.
السير ألفريد هتشكوك.. المخرج البريطاني العظيم وأحد أعمدة هوليوود، صار أيقونة بصرية في القرن العشرين بوجهه القبيح الجميل اللامبالي.. هذا وجه تشعر أنه رأى أهوال الجحيم كلها فلم يعد ينفعل، لكنه مُصرّ على الاحتفاظ بلياقته وطباع السيد المهذّب.
قدّم هتشكوك أفلاما كثيرة صارت علامات في تاريخ السينما؛ ويصعب أن نختار أفضلها.. فكّر في: فيلم "الطيور" وفيلم "دوار" وفيلم "جنون" وفيلم "مؤامرة عائلية" وفيلم "السيدة تختفي"... إلخ، على أن معظم الناس يعرفونه من خلال الفيلم الأشهر "سايكو" أو "نفوس معقّدة" الذي قدّمه عام 1960 عن قصة روبرت بلوخ.
روبرت بلوخ من أهم كتّاب الرعب المعاصرين، وله إسهامات لا حصر لها، لكن يظلّ أهم عمل له هو "سايكو"، ويقال إن السفاح الوحيد والمريض نفسيا علامتان مميّزتان لأدب بلوخ. في العام 1959 قدّم روايته التي ارتبطت باسمه للأبد "سايكو"، وقد استلهم القصة من حكاية سفاح حقيقي شهير جدا ارتبط بوالدته بشكل مرضي لدرجة تحنيطها بعد موتها، وهو السفاح "إد جين".
الواقع أن "إد جين" جلب الكثير من الخير لكتّاب الرعب في كل مكان، وقد استلهم كثيرون قصته؛ لعلّ آخرهم توماس هاريس في شخصية "هانيبال لكتر" الشهيرة، وعندما باع بلوخ القصة بتسعة آلاف دولار لشركة هوليوودية، لم يكن يعرف أن المشتري هو هتشكوك، ولم يعرف أن هتشكوك ابتاع معظم نسخ القصة في المكتبات كي يبقي النهاية سرا قدر الإمكان، ومن الغريب أن الشركة لم تحاول الاتصال به أو عرض كتابة السيناريو عليه.. أثناء هذا الفيلم انتقل هتشكوك من العمل مع باراماونت إلى يونيفرسال.. هنا نجد نموذجا لغباء الشركات؛ لأن شركة يونيفرسال كانت مصرّة على ألا يُخرج هتشكوك هذا الفيلم، لكنه أصرّ وتمسّك بالقصة.
يجب أن تتذكّر أن هتشكوك أستاذ في خلق جو التشويق والتوتّر، لكنه لا يقدّم مشاهد دامية أو بشعة تقريبا، ومِن الصعب أن تتذكّر رؤية دماء في أفلامه إلا قليلا جدا.. النقطة الثانية هي أنه يمهّد في أستاذية الطرق التي يمشي فيها مخرجون آخرون فيما بعدُ.. تذكّر أن كل فيلم عن المسوخ مشى في طريق فيلم "الطيور"، وهناك مخرج مثل برايان دي بالما لم يستطِع قط التحرّر من ربقة هتشكوك.
جرّب مخرجون آخرون تقليد هذا الفيلم -لقطة بلقطة- لكن النتيجة كانت سيئة جدا، كما أن فكرة موت البطلة في بداية الفيلم صدمت الجمهور، لكنها صارت فكرة متاحة لكل كاتب سيناريو بعد ذلك. حتى على مستوى المراحيض كان الفيلم ثوريا؛ فهذا أوّل فيلم في التاريخ يظهر مرحاضا أثناء شدّ السيفون! وقد طلبت الرقابة حذف هذه اللقطة ثم نسيت الأمر، بالمناسبة كان هذا آخر فيلم يصوّره هتشكوك بالأبيض والأسود.
يشكّل هذا الفيلم جزءا من ثلاثية رعب شهيرة لدى هتشكوك هي: الخوف من الأماكن الغريبة (سايكو) - الخوف من المرتفعات (دوار أو فرتيجو) - الخوف من الأشخاص الودودين أكثر من اللازم (جنون). هناك بطل مهم هو موسيقى برنادرد هيرمان الرائعة التي صارت جزءا لا يتجزّأ من الحدث.. استمع لهذه النغمة الدوامية الموحية بالجنون.. إنها مخيفة في حدّ ذاتها ولو من دون صورة:
البطلة جانيت لي هي النموذج الذي يعشق هتشكوك أن يراه ميتا: الشقراء الأنيقة، وهي هنا قد سرقت مالا من مخدومها وفرّت بعيدا.. لن تكتشف السرقة قبل يوم الإثنين، لكن رحلة الفرار مرهقة جدا والعاصفة ثائرة.. هكذا لا تجد مفرا سوى ذلك الفندق "بيتس" لتبيت فيه ليلتها:
وهكذا تقابل بطل الفيلم الحقيقي الذي ظلّ حيّا في أذهان المشاهدين حتى اليوم.. الممثّل الوسيم أنطوني بيركنز الذي أشعر أنه ليس على ما يرام هو نفسه.. ثمة لمسة جنون أكيدة في شخصيته الحقيقية، لكنه يبدو مهذّبا جدا، ويُخبر الفتاة أنه يعيش مع أمه المشلولة المسيطرة المخيفة.. لا تنسَ أن هذا الفتى خرج من عباءة السفاح الحقيقي إد جين الذي حنّط جثة أمه، وكان يفصّل عباءة من جلود النساء الميتات يلبسها أمام المرآة ليشعر أن أمه ما زالت حية.
عندما تدخل الفتاة إلى غرفتها ندرك أن الفتى بيتس يتلصّص عليها أثناء خلع ثيابها.. هنا يضعنا هتشكوك في مأزق محبب لديه: يجعلنا متلصصين بدورنا ثم يُعاقبنا بالرعب.. هذا حدث من قبل في فيلم "النافذة الخلفية" لو كنت تذكره، وعندما تدخل الفتاة الحمام نتخيّل أن أم بيتس هي التي هاجمتها بالسكين من وراء الستار.
إن مشهد القتل في الحمام شهير جدا ونموذج مدرسي للمونتاج شديد التعقيد، وقد دخل إلى الثقافة الشعبية بقوة.. لاحظ أنك لا ترى قتلا أبدا ولا ترى جسدا عاريا أبدا، لكن المونتاج يجعلك تتخيّل ذلك.. لدرجة أن كثيرا من الناس يُؤكّدون أنهم رأوا لون الدم الأحمر وهذا مستحيل طبعا.. إننا نكون هشين جدا في الحمام، ونحن عراة مغلقو العيون كالأجنة، وهتشكوك الخبير النفسي البارع يعرف كيف يلتقط كل الرعب في لحظة كهذه:
هنا يتحدّث الفنانون عن تصوير هذا المشهد بالغ الأهمية:
استغرق تصوير المشهد أسبوعا وتمّ التقاط 77 لقطة مختلفة، وهناك 50 قطعا في مشهد مدته 3 دقائق.. صوت الصراخ تمّ إحداثه بالكمان، بينما صوت الطعنات هو صوت سكين تطعن بطيخة.. هناك تلميح بسيط هو صوت الطيور.. إن الطيور تذكّرنا بالفتى نورمان الذي يهوى تحنيط الطيور, وهكذا يُحاول هتشكوك "تغشيش" المشاهد بشخصية القاتل، وتعترف بطلة الفيلم أنها لم تستطِع قط أن تشعر بالأمان تحت الدوش منذ ذلك الحين! لاحظ عدد من أطباء العيون أن حدقة الجثة غير متسعة، وقالوا إنه كان يجب على هتشكوك أن يضع بعض قطرة الأتروبين في عيني البطلة.
يتخلّص بيتس من الجثة والسيارة، وبالطبع يضيع المال الذي أخفته الفتاة في حقيبة السيارة، ثم يبدأ فصل ثانٍ من الفيلم والمشاهد مذهول.. كان يتوقّع أن يعرف البطلة أكثر، لكنها ماتت في وقت مبكر جدا.. بعد هذا تصل أخت الفتاة "فيرا مايلز" ومعها مخبر خصوصي هو "مارتين بالسام" إلى الفندق؛ لأن آثار أختها تقود إلى هنا، وفي محاولة جسور لاستكشاف المكان يتعرّض المخبر لهجمة شرسة من الأم تقتله بدوره.
لن أحكي المزيد لأن مَن رأوا الفيلم يحفظون التفاصيل، ومَن لم يروه سيفقدون متعة المشاهدة، لكن هذا الكليب يُريك المفاجأة القذرة التي قابلتها فيرا مايلز عندما قرّرت استكشاف البيت:
وفي النهاية.. يقع أنطوني بيركنز في يد رجال الشرطة، ونسمع محاورته الداخلية مع أمه فيصيبنا الهلع.. هذا هو مشهد الذبابة الشهير:
بالطبع.. يجب أن أتوقّف هنا كما قلت، مع الأسف سُجِن أنطوني بيركنز في سجن شخصية السفاح المريض نفسيا للأبد، وهذا يدلّك على براعة المخرج.
كان نجاح الفيلم ساحقا، وبالتأكيد ترك أثرا لا يُمحى في الثقافة السينمائية، لذا اعتبرته مكتبة الكونجرس أثرا ثقافيا مُهما، ورُشّح لحشد من الجوائز نال الكثير منها. - DirectorRobert AltmanStarsDonald SutherlandElliott GouldTom SkerrittThe staff of a Korean War field hospital uses humor and hijinks to keep their sanity in the face of the horror of war.